أعلنت الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك)، اليوم، بدء التشغيل التجاري للمرحلة الأولى من مشروع مصفاة الزور، بعد أن بدأت الشهر الماضي إنتاج وبيع كميات أولية من زيت الوقود وإمداده لمحطات توليد الطاقة الكهربائية المحلية.

وقال الرئيس التنفيذي بالوكالة للشركة، وليد البدر، في تصريح لـ «كونا»، إن تشغيل المرحلة الأولى بمصفاة الزور يشكل حدثا تاريخيا مهما، لاسيما أن المشروع من أهم ركائز خطة التنمية للبلاد.

وأضاف أن المصفاة توفر وقودا ذا جودة ومعايير بيئية عالية لتلبية الطلب المحلي على الطاقة، مما سيسهم في الحد من انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة وتحسين جودة الهواء، مبينا أنها كذلك منفذ حيوي لتصريف النفوط الكويتية الثقيلة، علاوة على توفيرها منتجات تكرير أخرى للتصدير في الأسواق العالمية وبمواصفات قياسية، كما توفّر العديد من الفرص الوظيفية للكوادر الوطنية.
Ad


وأوضح أن الشركة بدأت اليوم تشغيل المرحلة الأولى بالمصفاة، وستليها خطوات تشغيلية متعاقبة لتشغيل المرحلة الثانية فالثالثة، وصولا إلى التشغيل الكامل بالطاقة التكريرية القصوى لإحدى أكبر مصافي التكرير في العالم.

وأشاد بالدور «الاستثنائي والرائع» الذي قامت به الخبرات الوطنية والشباب الكويتيون الذين تم تأهيلهم وفق أعلى المستويات المهنية في قيادة وتنفيذ عمليات تشغيل مصفاة الزور، معربا عن الشكر والتقدير لكل الجهود التي بذلت وأثبتت جدارتها في تحقيق هذا الإنجاز الوطني الذي سيسهم في تعزيز خطة التنمية لدولة الكويت. من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة الزور، خالد العوضي، لـ «كونا»، إن تشغيل المرحلة الأولى للمصفاة من شأنه تعزيز نمو الاقتصاد الوطني وتعظيم إيرادات الدولة المالية، وتوفير المزيد من فرص العمل للكوادر الوطنية.

استثمار طويل الأجل

وأضاف العوضي أن التشغيل التجاري للمصفاة يعتبر استثمارا طويل الأجل يهدف إلى تزويد الأسواق الدولية والمحلية بمنتجات عالية الجودة، مبينا أنه على الرغم من التحديات التي واجهت المشروع، فإن «كيبك» أوفت بالتزامها بجاهزية المشروع وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية، وتم الأخذ بعين الاعتبار تلبية جميع الاحتياجات التشغيلية، ومراعاة الاشتراطات البيئية كافة.

وأكد أهمية التخطيط المسبق وتضافر جهود القائمين على المشروع وتعاون الجهات المعنية في تخفيف حدة تلك الصعاب والتغلب عليها، ومن أصعبها الظروف التي صاحبت جائحة كورونا «ونحن نرى الآن نتيجة تلك الجهود التي كللت بتشغيل وحدات التكرير للمصفاة الأولى».

وذكر أن «كيبك» قامت بالتشغيل التجريبي لوحدة تقطير النفط الخام الأولى في 11 مايو الماضي، وكررت 2.5 مليون برميل من النفط الخام، وبذلك تم تأمين مخزون مهم ورئيسي من المشتقات النفطية التي ساهمت في التشغيل السلس لبقية الوحدات.

وبيّن أنه تم كذلك إنتاج زيت الوقود من وحدة تقطير النفط الخام الذي تم تحسينه ليطابق المواصفات المطلوبة من وزارة الكهرباء والماء، وتزويدها بنحو 278 ألف طن من زيت الوقود في ذروة الطلب من محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، وبالتنسيق مع مؤسسة البترول الكويتية.

وقال العوضي إن هذه الخطوة أسهمت في توفير استيراد زيت الوقود، وبذلك حققت مصفاة الزور أول تشغيل تجاري يتعلق بإرسال المنتجات البترولية لتلبية احتياجات وزارة الكهرباء والماء.

صيانة وخدمات

وأشاد بجهود العاملين في شركة «كيبك» التي حرصت منذ بداية المشروع على تأسيس مجموعة المشاريع الكبرى لتنفيذ المشروع والإشراف عليه، وأعقب ذلك تأسيس المجموعات الفنية اللازمة لتشغيل وصيانة المصفاة على أكمل وجه، مثل مجموعات العمليات والصيانة والخدمات الفنية والهندسية والصحة والسلامة والبيئة والأمن والإطفاء.

وأفاد بأن العنصر البشري يعتبر أهم عنصر لدى «كيبك» في خطة تشغيل المصفاة، «لذا حرصت الإدارة التنفيذية على توفير أفضل برامج التدريب لتأهيل العاملين ليكونوا على أعلى مستوى من الكفاءة المهنية».

وأشار إلى أهمية الالتزام بالصحة والسلامة والبيئة، لأنها إحدى الركائز الأساسية التي تسعى الشركة إلى تطبيقها بأعلى المعايير، عبر غرس مفهوم التقيد التام بمفاهيم الصحة والسلامة والبيئة، لتكون نمط حياة عملية لجميع موظفيها ومقاوليها.