تركيا تستكمل سياسة «تصفير المشاكل»
• أردوغان يبدأ جولته الخليجية بلقاء الملك سلمان وولي عهده
• الرئيس التركي: مستعد للقاء الأسد ولن نخرج من شمال سورية
في مستهل جولةٍ خليجيةٍ تشمل أيضاً قطر والإمارات، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس زيارة للسعودية بهدف تعزيز العلاقات، فضلاً عن زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات في تركيا، التي يواجه اقتصادها صعوبات جمّة مع استمرار هبوط عملتها إلى مستوى قياسي أمام الدولار.
وللمرة الثانية خلال عام، التقى أردوغان، الذي أُعيد انتخابه لولاية ثالثة في مايو الماضي، العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقصر السلام في جدة على ساحل البحر الأحمر.
وقبيل مغادرته مطار أتاتورك في إسطنبول، اعتبر الرئيس التركي أن أولويته تتمثل في إقامة استثمارات مشتركة مع السعودية والإمارات وقطر، مبيناً أن «حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول الخليج خلال العشرين عاماً الماضية ارتفع من 1.6 مليار دولار إلى نحو 22 ملياراً».
وبينما أكد أن «الأزمات في العالم الإسلامي تحتم التشاور والتعاون الوثيقين بين تركيا والدول الخليجية»، أوضح أردوغان أن مجالات التعاون المحتملة ستشمل الدفاع والطاقة والبنية التحتية.
على جانب آخر، قال الرئيس التركي إنه ليس «منغلقاً» على لقاء نظيره السوري بشار الأسد ويمكن أن يلتقيه، لكن المهم هو كيفية تعاطي دمشق مع مواقف أنقرة، مضيفاً: «للأسف الأسد يطالب بخروج تركيا من شمال سورية، لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء، لأننا نكافح الإرهاب هناك».
وأعرب أردوغان عن ثقته بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «يرغب في استمرار» اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وأنه سيتواصل معه قريباً عبر اتصال هاتفي وخلال زيارته لتركيا في أغسطس المقبل.
وفي حين توقع مسؤول سعودي كبير إبرام اتفاقات عدة خلال الزيارة، أفاد دبلوماسي عربي في الرياض بأنّ زيارة أردوغان للمنطقة تأتي استكمالاً للنهج الجديد في تبني سياسة «تصفير المشاكل في المنطقة، والتركيز على الجانب الاقتصادي الداخلي».
وأضاف أن «تركيا تريد جذب استثمارات أجنبية وخليجية، لإنعاش اقتصادها المتداعي، والرياض تواصل إنهاء الخروج من النزاعات الإقليمية».
وتأتي الزيارة بعد أشهر قليلة من انفراجات دبلوماسية شهدها الشرق الأوسط بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن في 10 مارس الماضي، وأسفر عن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، كما أعلنت الرياض استئناف العلاقات مع سورية، واستضافت رئيسها في القمة العربية قبل شهرين.
ووفق نائب الرئيس التركي جودت يلماز، فإن أنقرة ستحقق مكاسب استثمارية مهمة خلال هذه الزيارة، مشيراً إلى فرص التعاون مع دول الخليج في العديد من المجالات، بدءاً من الطاقة والصناعات الدفاعية وصولاً إلى السياحة ومشاريع البنى التحتية.
وشدد يلماز على أن المحادثات بين تركيا ودول الخليج لا تدور حول الأموال الساخنة، بل تستهدف تأمين رؤوس أموال أو تمويلاً طويل الأجل يشبه رؤوس الأموال.
من جهته، كشف رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية نائل أولباك عن مرافقة أكثر من 200 رجل أعمال تركي لأردوغان في جولته، مبيناً أن المجلس التركي سينظم ثلاثة منتديات أعمال في السعودية وقطر والإمارات، بمشاركة الرئيس.
بدوره، أكد سفير قطر لدى أنقرة الشيخ محمد بن ناصر، أن زيارة أردوغان «بالغة الأهمية»، وستتناول سبل توسيع الاستثمارات، وستسهم في ترسيخ العلاقات الثنائية.