استعرض المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أمس الأول، تقرير الأداء الأول لاستراتيجيته للأعوام (2023 - 2028)، وكرَّم المشاركين في صناعتها من العاملين في المجلس، كذلك المتطوعين من خارج المجلس.
وهنأ الأمين العام للمجلس بالإنابة د. محمد الجسار، في كلمته، ممثلاً عن وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري، في حفل أقيم بمكتبة الكويت الوطنية، جميع المشاركين في صناعة الاستراتيجية، والذين يكرمون في حفل اليوم بالتزامن مع مرور 50 عاماً على إنشاء المجلس».
استراتيجية وطنية شاملة
وأشاد الجسار بجهود «الذين واصلوا العمل على مدار الساعة واقتطعوا من أوقاتهم ليخرج هذا العمل المثمر إلى النور، وبالصورة المثلى التي نستطيع أن نبني عليها، وأن نصل إلى ما كنا نأمل الوصول إليه، إلى استراتيجية وطنية شاملة تسمع بوعي، وتنصت باهتمام إلى آراء العاملين في مختلف القطاعات والمستويات الثقافية القيادية منها والإشرافية والتنفيذية».
وأكد أن الكويت وضعت الثقافة نصب أعينها منذ وقت مبكر، فأصدرت في عام 1958 قبل استقلالها مجلة العربي، أحد أهم الإصدارات الثقافية في العالم العربي، لافتاً إلى أن الكويت حرصت على توسيع دورها الثقافي مع تقدم الوقت ووفرة العوائد من الثروة النفطية، انطلاقاً من إيمانها باستثمار جانب من ثروتها في مساعدة أشقائها العرب على النهوض بأعباء التنمية الشاملة استجابة لقيمها العربية والإسلامية.
التنمية الفكرية
وقال الجسار، إنه في مثل هذا اليوم في 17 يوليو 1973 صدر مرسوم أميري بإنشاء المجلس، لتأخذ الدولة على عاتقها الدور الرئيسي في عملية التنمية الفكرية والثقافية والفنية ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بهما، والإفساح في المجال أمام الاتصال والتواصل مع الثقافة العربية والعالمية.
وأشار إلى تعدد الاهتمامات الثقافية والإبداعية للمجلس، لكن يبقى أن من أهم إسهاماته، نشر إصدارات ثقافية رصينة من كتب ومجلات بأعداد كبيرة وأسعار رخيصة، إيماناً بأن الثقافة حق للجميع، فأطلق إصدارات: «عالم المعرفة»، و«عالم الفكر»، و«من المسرح العالمي»، و«إبداعات عالمية»، و«الثقافة العالمية»، لتغدو ينابيع ثرية بالمعرفة الشاملة والثقافة العلمية والعطاءات الإبداعية.
وبيَّن أن «هذه الإصدارات أدت دوراً عظيماً في إغناء المشهد الثقافي العربي شهد له القاصي والداني، وأقر به جميع المنصفين في عالمنا العربي».
احتفالية كبرى
وقال الجسار: «استكمالاً لهذا الدور، ومواكبة لمناسبة مرور 50 عاماً على صدور المرسوم الأميري بإنشاء المجلس، فإننا نخطط لإطلاق احتفالية كبرى تقام على مدى عام كامل تبدأ مع مهرجان صيفي ثقافي القادم، وتُختتم مع مهرجان القرين الثقافي، تشهد كثيراً من الفعاليات والبرامج، التي نأمل أن تجد صداها لدى المهتمين بالشأن الثقافي وجميع أفراد المجتمع».
خبرة الرواد
من جانبهما، قام المهندس محمد جمشير والدكتورة ريهام الرغيب باستعراض تقرير الأداء الأول للاستراتيجية، مؤكدين أنها نتاج خبرة الرواد وحماس الشباب وثقة المسؤولين.
وبيَّنا أن الاستراتيجية تمت وفق منهجية تشاركية ساهم في إنتاجها 963 مشاركاً يمثلون مختلف الأطراف المعنية، وأنجز الفريق 28 حلقة نقاشية، واطلع على 56 تجربة دولية ومقارنة معيارية استمرت بحدود 1300 ساعة عمل، وغطت الوثائق المكتبية أكثر من 275 وثيقة، مؤكدين أن الخطوة التالية كانت «جسور العبور»، وهي تحويل الخطة من الورق وتنفيذها في الواقع.
واستعرضا إنجازات القطاعات ذات العلاقة بأهداف الاستراتيجية، والتي حصروها في 10 أهداف، وهي: تحديث التشريعات، تحسين الخدمات، تخصيص استراتيجيات، تطوير القدرات، تسكين الهيكل، التحول الرقمي، الاستثمار الإبداعي، تنويع الشراكات، تبني سياسات وطنية عليا، تعزيز التواصل.
الهوية البصرية
ومن الإنجازات التي إشارا إليها «تحديث التشريعات»، وهي استحداث عدد من اللوائح، وتطوير اللوائح القائمة فعلياً في قطاع الثقافة، واستحداث لائحة تنظيم إعارة المباني.
وفي مجال «تحسين الخدمات»، لفتا إلى إطلاق الهوية البصرية وتنقيبات أثرية عبر 6 بعثات دولية، وإنشاء مختبر ثقافات البناء التقليدي ومجتمعات الساحل في الخليج، والعمل على دراسة إدراج الديوانية الكويتية على لائحة التراث العالمي اللامادي في «يونسكو».
وفيما يتعلق بـ «تخصيص استراتيجيات»، أوضحا أنه تم وضع استراتيجية التطوير الشامل للتراث، واستراتيجية الآثار بدول مجلس التعاون، فيما تم بمجال «تطوير القدرات»، تدريب طلبة كلية الآداب على عمليات المسح والتنقيب الأثري الميداني.
ومن الإنجازات أيضاً في مجال «الاستثمار الإبداعي»، أشارا إلى تحضيرات لإعادة المسح الوطني الشامل للمباني التاريخية والثقافية بالدولة، والاستثمار الكلي والجزئي للمباني التابعة للمجلس، وتشكيل فريق تنظيمي للاقتصاد الإبداعي.
وفي هدف «تنويع الشراكات»، أكدا أنه تم بدء المرحلة التحضيرية للمشروع التنموي لمنصة الأحمدي الثقافية، والتنسيق مع مؤسسات الدولة لدراسة مشروع براحة الفلاح، وكذلك مبادرة الفن الثالث لفناني الجداريات.