أقتبس عنوان هذه المقالة من مقدمة لأحد تقارير «الشال» الاقتصادي: «إن الإدارة أداء لا ولاء، والكرسي زائل، والدوام للوطن».

قول أصاب كبد الحقيقة، فتطور الدول وتقدمها وتميزها يعتمد على الأداء الإداري الخبير المتمكن المحنّك النزيه، فكل الأمم التي تقدمت وتطورت علميا وثقافيا وصناعيا وتنمويا واجتماعيا كان ذلك بسبب اعتمادها على أداء الإداريين المميز، ولا مناص لأي أمة تريد أن تلحق بقطار الحضارة السريع من أن تتخلص من عقدة وعقيدة الولاء أولاً، فالولاء الوحيد للوطن الدائم، أولاً وأخيراً لا للكرسي الزائل.

Ad

فالكويت كانت سابقا قدوة لغيرها، وهذه حقيقة يعرفها كل من كان موجودا وعايش ذلك الزمان الجميل، لأنها كانت تدار من إدارة حكومية حازمة قادرة، محنكة عرفت كيف وبمن تستعين من خبرات عالمية مشهود لها، إدارة منفتحة على الداخل والخارج.

نحن فخورون بإنجازات أشقائنا، ولكن متى سنسمع أشقاءنا وهم يفتخرون بعودة إنجازاتنا؟ فالإدارات الحكومية المتعاقبة تتخبط منذ عقود، والأمور لا تزال تسند إلى غير أهلها، ولا تزال العجلة متوقفة تنتظر من يعيد دورانها، وما زال الجدل البيزنطي سائدا، وما زال الصراع السياسي قائما، ولا يزال سرّاق المال العام يسرحون ويمرحون بأموال البلد، داخل الكويت وخارجها.

حفظ الله الكويت وشعبها وأسرة حكمها من كل مكروه، وخلصها من كل فاسد أفّاك أثيم.