في أعقاب المباحثات الرسمية الأولى لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مدينة جدة، وقّع الجانبان العديد من اتفاقيات التعاون في المجالات الاستثمارية والدفاعية، أكبرها على الإطلاق بتاريخ تركيا صفقة استحواذ المملكة على طائرات مسيّرة،

واستقبل ولي العهد السعودي، مساء أمس الأول، اردوغان في قصر السلام بجدة على ساحل البحر الأحمر، في مستهل جولة إقليمية للرئيس التركي قادته في وقت لاحق أمس إلى الدوحة قبل أن يحط في أبوظبي اليوم، حيث يختتم جولته الخليجية.

Ad

وبعد وصوله إلى جدة، شارك اردوغان الذي أعيد انتخابه رئيسا لولاية ثالثة بعد دورة انتخابية ثانية في مايو، في فعاليات منتدى الأعمال السعودي- التركي، وشهد توقيع 9 اتفاقيات في قطاعات العقار والتقنية والإعلام ورأس المال البشري، حسب قناة «الإخبارية».

وقدّم الرئيس التركي سيارتين من طراز «توغ» الكهربائية التركية الصنع هدية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، الذي اصطحبه بها لدى مغادرته قصر السلام بجدة إلى مقر إقامته.

ولاحقاً، ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن بن سلمان استعرض في وقت مبكر صباح أمس مع أردوغان «آفاق التعاون المشترك وفرص تطويره في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها».

ورحب ولي العهد السعودي برئيس جمهورية تركيا في المملكة، فيما عبر أردوغان عن سعادته بهذه الزيارة ولقائه الأمير محمد بن سلمان.

وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، عقد ولي العهد ورئيس تركيا جلسة مباحثات رسمية ولقاءً ثنائياً.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (واس) أنّ الزعيمين أجريا مباحثات أعقبها توقيع وزيري الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، والتركي يشار قولير عددا من الاتفاقيات بينها أكبر صفقة دفاعية في تاريخ تركيا.

رفع الجاهزية

وكتب وزير الدفاع السعودي، في تغريدة، أنّه وقع «عقدَي استحواذ بين وزارة الدفاع وشركة بايكار التركية للصناعات الدفاعية، تستحوذ بموجبهما وزارة الدفاع على طائرات مسيَّرة بهدف رفع جاهزية القوات المسلحة، وتعزيز قدرات المملكة الدفاعية والتصنيعية»، مضيفاً: «الخطوة تأتي تتويجاً لمسار التعاون بين البلدين الصديقين في المجال الدفاعي والعسكري».

بدوره، تحدث مدير «بايكار» خلوق بيرقدار على تويتر عن توقيع «أكبر عقد تصدير دفاعي وفي مجال الطيران في تاريخ الجمهورية التركية» مع وزارة الدفاع السعودية، مبيناً أن «الاتفاق يشمل التعاون في نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك من أجل النهوض بقدرات تطوير التكنولوجيا الفائقة في البلدين».

وأوضحت «بايكار»، في بيان، أن الصادرات تشكل 75 في المئة من إيراداتها منذ أن بدأت الأبحاث والتطوير في مجال الطائرات المسيرة عام 2003. وبلغت صادرات الشركة العام الماضي 1.18 مليار دولار، كما بلغ حجم مبيعاتها 1.4 مليار.

وقالت إنها وقعت اتفاقيات تصدير مع 30 دولة لطائراتها المسيرة القتالية من طراز بيرقدار تي.بي2 ومع ست دول للطائرات القتالية الأكبر حجما من طراز بيرقدار أقينجي.

والشهر الماضي، عزّزت الكويت دفاعات جيشها عبر شراء مسيّرات من طراز «بيرقدار تي بي 2» في صفقة بلغت قيمتها 367 مليون دولار.

وفي وقت سابق، أفاد مسؤولون سعوديون بأنّ المملكة بحاجة لتعزيز قدراتها في مجال الطائرات المسيّرة خصوصا لضبط الحدود مع اليمن، الذي هدأت فيه وتيرة المعارك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي إلى حد كبير بعد انتهاء هدنة أعلنها الطرفان في أبريل 2022 لستة أشهر.

وأوضح دبلوماسي عربي أنّ «السعودية كانت ترغب في شراء هذه المسيّرات التركية تحديداً، لأنها أثبت فاعلية في ليبيا وأذربيجان ومن ثم في أوكرانيا، حيث استُخدم بعيد بدء الغزو الروسي العام الماضي».

استثمار وتمويل

وذكرت الوكالة السعودية أنّ الطرفين وقّعا ثلاث مذكرات تعاون في مجالات الطاقة والاستثمار المباشر والتعاون الإعلامي، وخطة تنفيذية للتعاونِ في مجالات القدرات والصناعات الدفاعية والأبحاث والتطوير وعقدين مع شركة «بايكار للتكنولوجيا» للصناعات الدفاعية والجوية، لاسيما الطائرات المسيّرة.

وفيما اختار إردوغان السعودية كوجهة أولى له بعد فوزه في انتخابات الرئاسة، أفادت وسائل إعلام تركية، في وقت سابق، بأنه من المتوقع أن تجلب جولته على الدول الثلاث استثمارات لتركيا تتجاوز 50 مليار دولار.

وخلال جولته الخليجية، يسعى إردوغان لضمان تأمين تدفق مالي لإنعاش اقتصاده الذي يعاني تضخماً كبيراً وانهياراً في سعر صرف العملة الوطنية.

وساعدت الاستثمارات والتمويل من الخليج في تخفيف الضغط على الاقتصاد والاحتياطيات النقدية في تركيا منذ عام 2021، عندما أطلقت أنقرة حملة دبلوماسية لإصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات.