مع تأكيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها بصدد نشر مقاتلات إضافية من طرازي F35 وF16 إلى جانب بارجة حربية في الشرق الأوسط، كشف منسق الإدارة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي كورت كامبل أمس، عن وصول غواصة صاروخية بالستية مسلحة نووياً إلى كوريا الجنوبية لأول مرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وبعد محادثات أميركية ــ كورية لتنسيق الردود تحسباً لنشوب حرب نووية مع بيونغ يانغ، أوضح كامبل أن وجود الغواصة كان متوقعاً بعد الإعلان المشترك للرئيسين جو بايدن ويون سوك يول عقب القمة التي جمعتهما بواشنطن في أبريل.
وقال كامبل، في مؤتمر صحافي بسيول على هامش أول مناقشة للمجموعة الاستشارية النووية (إن سي جي) مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين: «بينما نتحدث، تصل غواصة نووية أميركية إلى ميناء في بوسان اليوم، وهذه أول زيارة لغواصة نووية أميركية منذ عقود»، مضيفاً أن زيارة الغواصة دليل على الالتزامات الأميركية بالدفاع عن كوريا الجنوبية.
من جهته، ذكر نائب مستشار الأمن القومي لرئيس كوريا الجنوبية كيم تاي - هيو، الذي شارك في الاجتماع مع كامبل، أن المناقشات كافية لضمان عدم وجود حاجة لبلاده لتطوير أسلحتها النووية، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على تسهيل تبادل المعلومات والتنسيق والتخطيط في حالة وقوع هجوم نووي كوري شمالي، والذي سيواجه رد فعل «ساحقاً» من الحلفاء.
وأكدت المتحدثة باسم «البنتاغون» سابرينا سينغ، أن إدارة بايدن سترسل مقاتلات F35 فائقة التطور وأخرى F16 إضافية إلى جانب بارجة حربية إلى الشرق الأوسط، في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة بعد تعرض سفن شحن تجارية للاحتجاز أو المضايقة من جانب إيران في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت سينغ، في مؤتمر صحافي، أمس الأول، إن «البنتاغون تعزز وجودنا وقدرتنا على مراقبة مضيق هرمز والمياه المحيطة». ولم يتضح بالضبط المكان الذي ستتمركز فيه المقاتلات الإضافية، والمدة التي ستبقى خلالها في المنطقة.
وفي مايو الماضي، أعلن البيت الأبيض أن إدارة بايدن ستجري سلسلة من التحركات في المنطقة دون أن يفصح آنذاك عما ستشمله.
وفي إيران، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني تحرك «البنتاغون» بأنه «استفزازي وغير بنّاء ومزعزع للاستقرار» متعهداً «بمواجهة» أي تحرك «غير قانوني» قرب حدود بلاده.
وحمّل كنعاني الولايات المتحدة المسؤولية عن جمود مفاوضات إحياء الاتفاق النووي والتوترات المتصاعدة في الخليج، معتبراً أن دورها في قضايا المنطقة، لا سيما أمنها، لم يكن أبداً سلمياً وبنّاءً.