أكدت المملكة العربية السعودية وتركيا عزمهما مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية لصون السلم والأمن الدوليين.

جاء ذلك في بيان سعودي تركي مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» اليوم الأربعاء في ختام زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة أمس الثلاثاء ولقائه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وشدد البيان المشترك على أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والتطرف والإقصاء ومنع الإساءة للأديان والمقدسات كافة.
Ad


كما أكد ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق في دعم المبادرات العالمية لمواجهة الجوائح والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية والعمل من خلال المنظمات الدولية ودول مجموعة العشرين «جي 20» لمواجهة تحديات الصحة العالمية والتعاون في تطوير اللقاحات والأدوية.

ووفقاً للبيان رحبت تركيا باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران فيما أعربت المملكة عن تقديرها ودعمها لتطوير العلاقات بين مصر وتركيا.

وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وأشاد الجانب التركي بجهود المملكة ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكافة مناطق اليمن.

كما أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، وثمنا الجهود الأممية في تعزيز الالتزام بالهدنة وأكدا على أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام.

وناقش الجانبان تطورات القضية الفلسطينية وأعربا عن إدانتهما لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي واستفزازاته المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأكدا على ضرورة تكثيف الجهود الساعية للوصل إلى سلام شامل وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية استناداً إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحول الأوضاع في السودان، أكد الجانبان على أهمية التزام طرفي الصراع بوقف إطلاق النار الدائم والبناء على إعلان جدة «الالتزام بحماية المدنيين في السودان» الموقع في 11 مايو الماضي بالإضافة إلى المبادرات الإقليمية الأخرى.

وحث الجانبان طرفي الصراع على الالتزام بالحوار السياسي من أجل الوصول إلى حل مستدام للصراع واتخاذ إجراءات ضرورية لتخفيف معاناة الشعب السوداني كما أكدا على أن حل الأزمة السودانية يمكن تحقيقه من خلال عملية سياسية سودانية داخلية فعلية تحترم سيادة ووحدة السودان وتحافظ على مؤسسات الدولة السودانية.

وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، أكد الجانبان أهمية إنهاء الحرب من خلال المفاوضات استناداً إلى القانون الدولي وتغليب الحوار والحلول الدبلوماسية وبذل كل الجهود الممكنة لخفض التصعيد بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار ويحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة.

وعلى الصعيد الثنائي رحب البيان بتوقيع برنامج الخطة التنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات الدفاعية والأبحاث والتطوير والتوقيع على عقدي استحواذ بين وزارة الدفاع السعودية وشركة «بايكار» التركية.

وعبّر البيان عن تطلع البلدين لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة بما فيها الطاقة المتجددة والربط الكهربائي بين البلدين وتصدير الكهرباء من المملكة إلى تركيا وأوروبا.

وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية استعرض الجانبان أبرز تحديات الاقتصاد العالمي ودور المملكة وتركيا في مواجهة هذه التحديات وأكدا على أهمية رفع وتيرة التعاون في القطاعين التجاري والاستثماري وحرصهما على دعم فرص التكامل الاقتصادي في عدد من القطاعات المستهدفة ومن أبرزها البنية التحتية والبناء والهندسة والصناعة بما في ذلك الدفاعية والمعدنية والسياحة البيئية والتراثية والطاقة المتجددة.

كما ناقشا سبل تعزيز وتنويع التجارة البينية من خلال تكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين وتطوير بيئة استثمارية خصبة ومحفزة للقطاع الخاص وبحث واستكشاف أبرز الفرص الاستثمارية عبر تمكين القطاع الخاص وتقديم التسهيلات وتهيئة بيئة الأعمال المناسبة وتوفير الممكنات اللازمة وحل أية تحديات تواجه تلك الشركات.

وكان الأمير محمد بن سلمان التقى الرئيس أردوغان في قصر السلام بمدينة جدة حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية استعرضا خلالها العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة كما تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.