بحضور ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الذي ترأس وفد الكويت في اللقاء التشاوري لقادة مجلس التعاون الخليجي والقمة الخليجية الأولى مع دول آسيا الوسطى الخمس، أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان (5C)، انعقدت، أمس، القمة التشاورية برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وممثل سلطان عمان أسعد بن طارق، وممثل ملك البحرين الشيخ ناصر بن حمد.
وفي القمة الخليجية ــ الآسيوية، اعتبر ممثل صاحب السمو أن «الاجتماع الأول لقادة دول التعاون وآسيا الوسطى، لبنة جديدة وإضافة كبيرة في مسيرة العلاقات، ويعكس الرغبة المشتركة نحو المضي قدماً لتطويرها وتعزيزها لتشمل تعاوناً أوسع وأشمل في مختلف المجالات لخدمة المصالح المشتركة، وما يترجم بصدق تقوية العلاقات وتعميقها».
وقال سموه: «نلتقي اليوم، وكلنا أمل ورغبة أن يسهم اجتماعنا في تعزيز وترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية بيننا، من خلال ما تم اعتماده في اجتماع المجلس الوزاري المشترك بتاريخ 7 سبتمبر 2022، واعتماد خطة العمل المشترك (2023 - 2027)».
وأعرب سموه عن تطلع الكويت «إلى مزيد من التـعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتجارية»، مؤكداً «أهمية التشاور المستمر مع شركائنا من أجل مواصلة المزيد من التعاون في جميع المجالات، وتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق الازدهار في بلداننا».
وأشاد «بمواقف دول آسيا الوسطى، التي تحظى ببالغ التقدير من قبل دول مجلس التعاون لالتزامها الدائم الثابت تـجاه القضايا الدولية العادلة، وتعاونها وتنسيقها المستمرين مع دول المجلس لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، كما نـسجل إشادتنا بمواقفها إزاء مختلف القضايا الإسلامية والعربية والإقليمية والدولية، معربين عن ثقتنا بحرص دول آسيا الوسطى على مواصلة الجهود الهادفة إلى تعزيز أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستقرارها».
وشدد سموه على أن «دول مجلس التعاون لديها إيمان ثابت وقناعة راسخة بأن الظروف الراهنة أصبحت تتطلب المزيد من العمل وتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي، ما يحتم العمل سوياً لمواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة، من خلال التعاون بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، باعتبار دولكم الصديقة شريكاً أساسياً في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية».
وابلغ سموه تحيات أمير دولة الكويت ودعوات صاحب السمو للقادة بالتوفيق والسداد، معرباً عن وافر الشكر والتقدير لقيادة السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
ولدى افتتاحه القمة، التي شارك فيها إلى جانب قادة مجلس التعاون رؤساء تركمانستان سردار محمدوف، وكازاخستان قاسم توقاييف، وقيرغيزستان صادير جباروف، وأوزباكستان شوكت ميرضيائييف، وطاجيكستان إمام رحمان، أكد بن سلمان أن التحديات التي يواجهها العالم تستلزم بذل جميع الجهود للتعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا.
وبارك الأمير محمد خطة العمل المشتركة بين دول الخليج ودول آسيا الوسطى، معرباً عن تطلعه إلى تكثيف الجهود لدفع التعاون إلى آفاق أرحب.
وقال إن «قمتنا اليوم تأتي امتداداً للروابط ولتأسيس انطلاقة واعدة تستند على ما نمتلكه من إرث تاريخي وإمكانيات ونمو اقتصادي»، مبيناً أن «الناتج المحلي لدولنا يبلغ 2.3 تريليون دولار، ونتطلع للعمل معاً لفتح آفاق جديدة للاستفادة من الفرص المتاحة».
وشدد على أهمية احترام سيادة الدول واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مثمناً إعلان دول وسط آسيا دعم استضافة السعودية لـ«معرض إكسبو 2030» في الرياض.
من جانبه، اعتبر ممثل سلطان عمان أن العلاقات الخليجية مع آسيا الوسطى تشهد تقدماً ونماء، وتتطلع إلى تفعيل الاتفاقات المشتركة، مضيفاً: «نثمن مواقف دول آسيا الوسطى الداعمة للقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية».
بدوره، طالب رئيس كازاخستان بتوسيع نطاق العلاقات الاقتصادية وزيادة العمليات التجارية والصادرات بين الدول الخمس ومجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن تدفق الاستثمارات الصافية إلى آسيا الوسطى زاد العام الماضي بنسبة 40 في المئة.
وقال توقاييف: «اقترحنا عقد منتدى دولي للطاقة في كازاخستان، وندعو مصدري النفط والغاز من دول الخليج للمشاركة فيه»، مضيفاً أن «العلاقات الاستثمارية عمود فقري لعلاقاتنا، وسيصبح مجلس العمل السعودي ــ الكازاخي منصة مهمة، وندعو شركاءنا لاستعمال الأدوات الموجودة في مركز أستانة المالي الدولي بطريقة فعالة».
وفي حين شدد رئيس تركمانستان على أن «التحديات العالمية تتطلب من دولنا توحيد الجهود واعتماد حلول مناسبة»، أشاد رئيس طاجيكستان بالعلاقات التاريخية والثقافية المشتركة مع دول الخليج، معرباً عن تأييده لإطلاق حوار استراتيجي، وتطلعه إلى جلب الاستثمارات الخليجية إلى بلاده، وإنشاء صندوق للاستثمار بين الخليج وآسيا الوسطى. كما اقترح إنشاء صندوق خاص للاستثمار في إطار منظمة العمل الإسلامي لتستفيد منه الدول الإسلامية.
وأكد رئيس أوزبكستان حرصه على تطوير التعاون الشامل مع دول الخليج، لافتاً إلى أن بلاده طبقت نظام الدخول بدون تأشيرة لدول الخليج لتعزيز التعاون السياحي.
ولاحقاً، أعلن ولي العهد السعودي اعتماد البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي إن «هذه القمة الأولى التاريخية التي ستكون حجر أساس لتعزيز التعاون بين الجانبين»، مضيفاً أنه «تم خلال الفترة الماضية إقرار خطة عمل بشأن التعاون بين دول الخليج وآسيا الوسطى، ونتطلع إلى تعزيز ما تم الاتفاق عليه من تعاون بين دول الخليج ودول آسيا الوسطى».
وفي حين تناول اللقاء الخليجي الـ 18 لقادة المجلس تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور والتكامل الخليجي المشترك في مختلف المجالات، اعتمدت القمة الخليجية ــ الآسيوية خطة العمل المرفوعة من الاجتماع الأول لوزراء خارجية مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، والتي تتضمن الحوار السياسي والأمني والتعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التواصل بين الشعوب، وإقامة شراكات فعالة بين قطاع الأعمال على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.
كما اعتمدت القمة مخرجات المنتدى الاقتصادي الأول بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى الذي عُقد في مدينة آستانا في كازاخستان في يونيو الماضي.