توقّع استطلاع أجرته «رويترز» لآراء خبراء اقتصاد أن تنمو اقتصادات خمس من الدول الست في مجلس التعاون الخليجي بأقل مما كان متوقعا قبل 3 أشهر، بسبب تراجع أسعار النفط، وهو سلعة التصدير الأساسية من المنطقة.
فقد تراجع خام برنت عن مستوى قياسي سجله في مارس بلغ 139 دولارا للبرميل إلى 79 دولارا للبرميل تقريبا حاليا.
وجاء هذا الهبوط رغم أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا في إطار «أوبك+» خفضت إنتاج النفط في نوفمبر 3.66 ملايين برميل يوميا بسبب ضعف الطلب.
وتوقع استطلاع «رويترز» أن الاقتصاد السعودي سينمو 1.1 بالمئة هذا العام، وهو ما يقل عن نصف معدل النمو الذي توقعه استطلاع أجري في أبريل عند 3.2 بالمئة. ونما الاقتصاد السعودي 8.7 بالمئة في 2022.
وأجري الاستطلاع في الفترة من العاشر وحتى 18 الجاري بمشاركة 17 خبيرا اقتصاديا.
وقال خبير اقتصاد الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس، جيمس سوانستون: «بالنظر إلى تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط، خفضنا من توقعاتنا لنمو الناتج الإجمالي المحلي في 2023 ونتوقع ركودا في الاقتصاد السعودي».
وأضاف: «الجولة الأحدث من خفض إنتاج النفط المتفق عليه في أوبك+ ستدفع إلى تباطؤ اقتصادي حاد في دول الخليج. وعلى الرغم من خفض الإنتاج، لم ترتفع أسعار النفط كما تمنت بعض الدول الأعضاء».
وبالنسبة لغيرها من الدول الخليجية العربية الأخرى، توقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط النمو في الإمارات والكويت وعمان 2.8 و0.5 و1.8 بالمئة على الترتيب، كما تم خفض التوقعات لنمو الاقتصاد القطري بشكل طفيف إلى 2.6 بالمئة.
ولم يطرأ تغير بالزيادة في التوقعات سوى لاقتصاد البحرين، إذ تم رفعها إلى 3 بالمئة من 2.7 بالمئة في الاستطلاع السابق.
وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط النمو في اقتصادات مجلس التعاون الخليجي 1.5 بالمئة في 2023، بما يزيد قليلا عن نصف النسبة المتوقعة في استطلاع أبريل والتي بلغت 2.8 بالمئة.
وجاء أغلب التراجع بسبب ضعف الطلب على النفط من الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي أظهر استطلاع منفصل لـ «رويترز» أن اقتصادها سينمو 5.5 بالمئة هذا العام.
وقال المدير الأول لاقتصادات السوق في بنك الإمارات دبي الوطني، إدوارد بيل «التوقعات... تخضع لقياس مخاطر متعددة ليس أقلها حدوث تراجع حاد في الطلب من الصين أو اختيار السعودية التخلص بسرعة من خفضها الطوعي البالغ مليون برميل يوميا الذي قررته في يوليو».
وأضاف: «يبدو أن معنويات السوق تجاه الصين تميل لأن تكون سلبية للغاية مع القلق من أن التوتر في سوق العقارات بالبلاد سيشكل عبئا مستمرا وربما ثقيلا على النشاط الاقتصادي».
من جهة اخرى، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 9 سنتات ليبلغ 81.58 دولارا في تداولات يوم الثلاثاء، مقابل 81.49 دولارا في تداولات يوم الاثنين، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية، لم يطرأ تغيّر يذكر على أسعار النفط العالمية صباح اليوم، إذ تأثرت الأسواق بمخاوف الطلب بالولايات المتحدة في مواجهة تعهّد الصين بدعم النمو الاقتصادي.
واستقرت أسعار العقود الآجلة لخام برنت عند 79.63 دولارا للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 10 سنتات إلى 75.65 دولارا للبرميل.
وقال محلل الأسواق لدى سي. إم. سي، ليون لي: «في ظل التوقعات بأن يرفع المركزي الأميركي الفائدة لآخر مرة في يوليو، فإن المخاوف بشأن الطلب في الولايات المتحدة التي تحد من مكاسب سعر النفط ستستمر على الأرجح».
لكن على الجانب الإيجابي، تعهدت لجنة التنمية الوطنية والإصلاح المعنية بالتخطيط في الصين أمس الثلاثاء بوضع سياسات «لاستعادة وتوسيع نطاق» الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الأمر الذي قد يعزز الطلب على النفط.
في الوقت نفسه، قالت وزارة الطاقة الروسية إنه من المتوقع أن تخفّض روسيا صادراتها النفطية 2.1 مليون طن متري في الربع الثالث من العام، تماشيا مع خفض طوعي مزمع للصادرات بمقدار 500 ألف برميل يوميا في أغسطس.
تسرّب نفطي
وقد دانت منظمات غير حكومية من بينها «غرنبيس» تعتيم السلطات على تسرب نفطي على مساحة 400 كيلومتر مربع في خليج المكسيك بالقرب من منصة لإنتاج الغاز أدى انفجارها وحريقها إلى مقتل عاملين في الـ 7 من يوليو.
وقالت المنظمات، في بيان، إن التسرب الموثق في صور التقطتها أقمار اصطناعية بدأ حوالى الرابع من يوليو، وانتقدت «التعتيم التام» للسلطات بشأنه.
واعترفت الشركة الحكومية «بيميكس» في وقت لاحق بحدوث تسرّب «لكمية من المحروقات»، مؤكدة أنها «ضئيلة جدا».
وأضافت «بيميكس» في بيانها «تمت استعادة الجزء الأكبر من التسرب على الفور».
ودانت «بيميكس» «التقديرات بسوء نية» من قبل المنظمات غير الحكومية. وقالت إنه «لتكون (أرقام المنظمات) صحيحة كان يجب تسرب أكثر من مليون ونصف برميل من النفط».
لكن «بيميكس» لم تذكر صور الأقمار الاصطناعية التي بثتها المنظمات.
وأشارت المنظمات غير الحكومية إلى زيادة معدل حوادث التسرب بنسبة 152 بالمئة خلال العامين الماضيين.
وتعاني «بيميكس» درة الصناعة الوطنية، من ديون قدرها 107.4 مليارات دولار.
مصفاة ساتورب
وقالت 4 مصادر مطلعة إن شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) تعتزم إغلاق مصفاتها في الجبيل للصيانة بدءا من أواخر سبتمبر أو النصف الأول من أكتوبر المقبلين.
وأضافت المصادر أن المصفاة التي تبلغ طاقتها الإجمالية لمعالجة النفط الخام 450 ألف برميل يوميا ستغلق لنحو 45 يوما.
وقالت إنه من المقرر أيضا إغلاق عدة وحدات للصيانة تنتج ما يصل إلى 800 ألف طن متري سنويا من الباراكسيلين، وما يصل إلى 150 ألف طن متري سنويا من البنزين.
وستكون هذه ثاني صيانة مخططة هذا العام للمصفاة، وهي مشروع مشترك بين «أرامكو» السعودية و»توتال إنرجيز». وقال أحد المصادر إن الصيانة الأولى تمت بين أواخر العام الماضي ويناير من العام الحالي.
ولم ترد كل من «ساتورب» و»أرامكو» السعودية على استفسارات بالبريد الإلكتروني من «رويترز».
وقود فيتنام
أفاد موقع دانتري الإلكتروني الفيتنامي، في تقرير، بأن البلاد تخطط لبناء نظام تخزين وقود بسعة 500 ألف متر مكعب بحلول 2030 من أجل الاحتياطي الوطني من الوقود.
وجاء في التقرير، الذي استشهد بخطط البلاد الخاصة باحتياطي الوقود والبنية التحتية للإمدادات في فترة 2021 - 2030، أنه سوف يتم تشييد ما بين منشأة إلى منشأتين لتخزين النفط الخام بسعة إجمالية تصل إلى مليوني طن في نفس الفترة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن التقرير، أنه فيما يتعلق بالاحتياطي التجاري، تخطط البلاد لتوسيع المستودعات الحالية بواقع 1.4 مليون متر مكعب، إضافة إلى بناء 59 مستودعاً إضافياً بسعة إجمالية تبلغ نحو 5.1 ملايين متر مكعب في نفس الفترة.