كشف مصدر في الخارجية الايرانية أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي نقل رسالة من الولايات المتحدة تفيد بأنها مستعدة للالتزام بتفاهماتها مع إيران والعودة للمفاوضات الأمنية والدبلوماسية غير العلنية بمسقط، مقابل الحصول على التزام مماثل من طهران، إضافة إلى وقف تعاونها العسكري مع موسكو بشكل كامل، وعدم بيع المسيّرات والصواريخ لأي دولة.

وأفاد المصدر بأن وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان أبلغ نظيره العماني استعداد طهران لتقديم ضمانات بعدم بيع أسلحة لموسكو لاستخدامها في أوكرانيا، ودعمها أي قرار دولي يدعو إلى وحدة أراضيها وعدم الاعتراف بضم أراضيها إلى روسيا، لافتاً إلى أن إيران ترفض أي تغييرات على حدود الدول المعترف بها دولياً، وطلب منه نقل هذه الرسالة إلى الأميركيين أيضاً.

Ad

وقال إن الجانب الايراني مستعد أيضاً للالتزام بالتفاهمات التي حصلت مع الأميركيين في مسقط وبحث أي مواضيع أخرى لم يتم التفاهم عليها مستقبلاً، مشيراً إلى أن أحدها كان ضمان عدم تعدي القوات الموالية لإيران على القوات الأميركية في سورية والعراق مقابل الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في بغداد، والسماح لها بشراء الطاقة الإيرانية بعد تأكيد عبداللهيان الالتزام بهذا الشق من التفاهم عبر عُمان.

وأوضح أن من ضمن التفاهمات الإفراج عن السجناء مقابل سماح واشنطن لكوريا الجنوبية بالإفراج عن الأرصدة الإيرانية، وهذا الأمر سيحدث قريباً، موضحاً أن الخلاف حالياً على الصيغة، إذ يصر الأميركيون على خروج السجناء بشكل منفصل عن الأرصدة.

وأضاف المصدر أن الأميركيين يربطون موضوع الإفراج عن باقي الأرصدة والسماح لإيران بتصدير النفط والغاز بالعلاقات الروسية، ويريدون ضمانات منها بألا تستغل هذا التعاون لتصدير النفط والغاز الروسي.

وأشار إلى أن الأوروبيين دخلوا أيضاً على الخط، وهم أيضاً مصرون على أن توقف إيران تعاونها العسكري مع روسيا مقابل أن يشتروا منها النفط والغاز، وأن تتعاون شركاتهم معها في مجالات اقتصادية تعتبر إنسانية.

وذكر أن الأميركيين أكدوا في رسالتهم عبر عُمان أنهم مستعدون لتعليق العقوبات عن بعض الشركات الأوروبية كي تستطيع التعاون مع إيران في مجالات إنسانية، ولكن عليها أن تُرضي الأوروبيين، ما يعني بشكل غير مباشر وقف طهران تعاونها العسكري مع روسيا مقابل التعامل مع أوروبا.

ولفت إلى أن أحد الخلافات الباقية يتمثل في تعريف موضوع القضايا الإنسانية لتشمل السماح لإيران بشراء الأدوية والأغذية والأجهزة الطبية أو بيعها سيارات وطائرات مدنية وقطع غيارها، موضحاً أن الإيرانيين طلبوا من الأميركيين السماح للصين بتحويل أموالهم الموجودة عندها، والتي تزيد على 50 مليار دولار، ولكن الأميركيين لم يقبلوا وأصروا على أن يتم التعامل الإيراني ــ الصيني تحت شروط وإشراف وزارة الخزانة على تحويلها، وهذا ما ترفضه إيران أيضاً.

ووفق المصدر فإن طهران تعهدت بتجميد عمل برنامجها النووي، وزيادة التعاون مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية على مراحل، مقابل تنفيذ واشنطن تعهداتها القاضية بتجميد بعض العقوبات.