استقرار أسعار النفط بعد تراجع المخزونات الأميركية واستمرار مخاوف الطلب

• برميل النفط الكويتي يرتفع 1.38 دولار ليبلغ 82.96

نشر في 20-07-2023 | 11:26
آخر تحديث 20-07-2023 | 18:57
تراجع المخزونات الأميركية بأقل مما توقعه المحللون
تراجع المخزونات الأميركية بأقل مما توقعه المحللون

شهدت أسعار النفط تغيرا طفيفا اليوم، وسط حالة من الحذر من جانب المستثمرين بعد بيانات أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر سبتمبر 6 سنتات أو 0.1 في المئة إلى 79.52 دولارا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الأميركي لأغسطس 5 سنتات أو 0.1 في المئة إلى 75.40 دولارا للبرميل.

وينتهي عقد خام غرب تكساس لشهر أغسطس الخميس، أما عقد الخام نفسه لسبتمبر فزاد ستة سنتات أو 0.1 بالمئة إلى 75.35 دولارا.

وقال ييب جون رونج الخبير الاستراتيجي في آي.جي «عقب بعض ضغوط البيع الشديدة خلال الليل، تحاول أسعار النفط الاستقرار»، وهبطت الأسعار في الجلسة السابقة وسط جني أرباح بعد أن أظهرت بيانات تراجع المخزونات الأميركية بأقل مما توقعه المحللون.

وفي غضون ذلك، شهد الدولار الأميركي استقرارا إلى حد كبير بحلول الساعة 0645 بتوقيت غرينتش وتراجع 0.1 بالمئة، ويأتي هذا وسط حالة من الضبابية بشأن آفاق الطلب في الصين أكبر مشتر للخام في العالم وسط تباطؤ اقتصادها.

وقال محللو «سيتي» في مذكرة إن أسعار النفط الخام قد تجد صعوبة في الاستقرار على اتجاه واضح وسط توقعات متباينة للطلب العالمي في الأسابيع القليلة المقبلة.

ويرى محللو «سيتي» أن أسعار خام برنت تحركت إلى نطاق أعلى خلال يوليو بعدما ظلت تتراوح بين 72 و78 دولارا خلال مايو ويونيو، وذلك بدعم من تخفيضات الإنتاج السعودية والمخاطر الجيوسياسية.

وقد ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.38 دولار ليبلغ 82.96 دولارا في تداولات أمس مقابل 81.58 دولارا في تداولات الثلاثاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

ومن جانب آخر، أظهرت بيانات ملاحية من مصادر في قطاع الطاقة ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في يونيو، رغم زيادتها بأبطأ وتيرة منذ أكتوبر، مما يعني أن طلب نيودلهي على النفط الروسي ربما وصل لذروته.

وتُقبل مصافي التكرير في الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط الروسي في العالم، على الخام الروسي الذي يتم بيعه بأسعار مخفضة في ظل إحجام الدول الغربية عنه بسبب غزو روسيا أوكرانيا.

إلا أن النفط الروسي بدأ يفقد جاذبيته لدى مصافي التكرير الهندية في ظل تراجع مستوى الخصومات وظهور مشكلات في تسوية المدفوعات، الأمر الذي حمل المصافي الهندية على البحث عن مصادر بديلة في الشرق الأوسط.

وأظهرت البيانات أن نيودلهي اشترت ما يقارب مليوني برميل يوميا من الخام الروسي في يونيو بارتفاع طفيف عن الشهر السابق. وقبل حرب أوكرانيا كانت الهند نادراً ما تشتري الخام الروسي بسبب ارتفاع تكاليف الشحن.

ووفقاً للبيانات فإن واردات الهند من النفط الروسي تجاوزت في يونيو مشترياتها مجتمعة من كل من العراق والسعودية ثاني وثالث أكبر الموردين لنيودلهي.

وأظهرت البيانات أن الولايات المتحدة جاءت رابعا كأكبر مورد للهند، الأمر الذي قاد لتراجع الإمارات للمرتبة الخامسة.

وتوضح أنه من حيث الحصة السوقية فإن روسيا أمدت الهند بنحو 42 في المئة من وارداتها من النفط الخام في الفترة من أبريل إلى يونيو التي تمثل الربع الأول من السنة المالية الهندية، فيما ارتفعت حصة الشرق الأوسط إلى نحو 41 بالمئة بعد انخفاضها في الأشهر الثلاثة السابقة.

وأظهرت البيانات أن الواردات من الشرق الأوسط تراجعت بنحو 34 في المئة في الربع المنتهي في يونيو مقارنة بالعام الماضي، فيما تضاعفت واردات دول رابطة الدول المستقلة التي تضم أذربيجان وكازاخستان وروسيا ثلاث مرات تقريبا.

وأدى تراجع الواردات من الشرق الأوسط إلى انخفاض حصة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في إجمالي واردات الهند من الخام.

الخام الروسي

ومن جهتها، وصلت واردات الصين من النفط الخام الروسي إلى أعلى مستوى على الإطلاق في يونيو وفقاً لما أظهرته بيانات حكومية صينية، اليوم، مع مواصلة مصافي التكرير‭‭ ‬‬اقتناص الإمدادات التي يتم ضخها عبر خط أنابيب شرق سيبيريا - المحيط الهادي، حتى رغم تقلص الخصم مقارنة بالخامات القياسية العالمية.

وبلغت الكميات الواردة من روسيا في الإجمالي 10.50 ملايين طن متري في يونيو، أو ما يوازي معدلاً يومياً يبلغ 2.56 مليون برميل. وزادت كميات الشحنات 44 في المئة مقارنة بذات الشهر العام الماضي وفقاً لبيانات من الإدارة العامة للجمارك.

وسجلت الواردات الروسية في النصف الأول من العام 52.61 مليون طن متري بارتفاع 22 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

أما الشحنات من السعودية فقد بلغت إجمالاً 7.92 ملايين طن متري الشهر الماضي بما يعادل 1.93 مليون برميل يوميا بارتفاع 12 في المئة عن الشهر السابق. وتشكل الكمية ارتفاعا بنحو 57 في المئة عن الكميات التي تم شحنها من السعودية للصين في يونيو من العام الماضي.

وكان من التوقع أن تقل الشحنات السعودية للصين في يونيو إذ تسبب تراجع هوامش التكرير في دفع مصافي التكرير الصينية للبحث عن خام أرخص سعرا من روسيا وموردين آخرين حتى بعد أن خفضت الرياض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف تحميل يونيو 25 سنتاً في مايو.

وعلى الرغم من أن العقوبات الغربية وفرض سقف سعري عوامل تضمن تداول الخام الروسي بسعر أقل من خامات القياس العالمية، قل هذا الخصم في الأشهر القليلة الماضية بسبب زيادة الطلب على الإمدادات التي يتم ضخها عبر خط أنابيب شرق سيبيريا - المحيط الهادي من مشترين صينيين وعمليات الشراء المكثفة التي تنفذها المصافي الهندية لخام الأورال الروسي.

وتلجأ مصافي التكرير الصينية إلى وسطاء للتعامل مع الشحن والتأمين لشحنات الخام الروسي لتجنب انتهاك العقوبات الغربية.

كما أظهرت بيانات الجمارك أيضا أن الواردات من ماليزيا بلغت 1.51 مليون برميل يوميا في يونيو، بزيادة قدرها 133 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وتستخدم ماليزيا عادة كنقطة وسيطة لشحنات نفط خاضعة للعقوبات تأتي من إيران وفنزويلا.

وارتفعت الصادرات الأميركية للصين 354 في المئة مقارنة بالعام الماضي على الرغم من التوتر الجيوسياسي بين الجانبين إذ حافظت الخامات الأميركية الشهر الماضي على مزايا في التسعير عن المنتجين في الشرق الأوسط بعد خفض «أوبك+» للإنتاج.

وبلغت شحنات الخام الأميركية للصين 3.05 ملايين طن متري في الإجمال في يونيو في أعلى معدل منذ ديسمبر 2020.

ومن المتوقع، أن تميل مصافي التكرير الصينية بشكل متزايد لإمدادات بديلة من دول مثل البرازيل في الربع الثالث مع تعهد روسيا والسعودية بخفض الإنتاج.

وبدورها، كشفت بيانات رسمية الخميس أن مخزونات زيت الوقود في سنغافورة، المركز التجاري الرئيسي، انخفضت للأسبوع الثاني على التوالي، في حين تراجع صافي الواردات إلى النصف تقريبا.

ووفقا لبيانات من إنتربرايز سنغافورة فإن مخزونات زيت الوقود على البر انخفضت ثلاثة في المئة إلى 17.81 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 19 يوليو.

وانخفض صافي الواردات الأسبوعية، الذي يجري حسابه بطرح إجمالي الصادرات من إجمالي الواردات، إلى النصف تقريبا على أساس أسبوعي إلى 563 ألف طن متري.

وكانت الكويت أهم مصدر لواردات زيت الوقود إلى سنغافورة ذلك الأسبوع، بصافي واردات 144 ألف طن متري.

وأخذت السوق في اعتبارها توقعات بزيادة الإمدادات من الكويت إلى الشرق إذ ترفع البلاد الإنتاج في مصفاة الزور وكذلك الصادرات.

في الوقت نفسه أصبحت كوريا الجنوبية أهم مقصد لصادرات زيت الوقود من سنغافورة هذا الأسبوع بأحجام بلغت 139 ألف طن متري.

back to top