بقايا خيال: كلب مزور... ومزدوج!!
انتقل كلب من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية قبل سقوط جدار برلين بعدة سنوات مدعياً أنه يبحث عن الأمن والأمان وعن الديموقراطية وحرية التعبير، وهرباً من رعب نظام شبيه بالنازية وتسلط نظام فاشي دكتاتوري وأساليب استعباد من سلطة تفيض بالشيوعية، مدعياً أنه عاش حياة بؤس الكلاب، كان فيها النظام متعسفاً في استخدام القوة من خلال أجهزتها الأمنية المتنوعة لترويع المواطنين.
هذا الكلب عندما تسلق جدار برلين وتجاوز «المنافذ البرية» بالخفية، مزق أوراقه الثبوتية وهوياته التي تدل على أصله وفصيلته محاولاً إخفاء آثار جريمة التزوير التي ارتكبها، معتمداً في تملصه من الاستخبارات الأمنية على قدرته على التحدث باللغة نفسها التي يرطن بها الألمان الغربيون، ولمَ لا؟ فما المشكلة في ارتكابه جريمة التزوير أو كونه «مزدوج الولاء» إذا كان هناك في ألمانيا الغربية من سبقه في عالم التزوير والازدواجية من أقاربه وأصدقائه الذين سيفرحون بقدومه وسيؤدون له «الدبكة» الألمانية، وسيعينونه على اكتساب كل الحقوق التي يتمتع بها الألمان الغربيون الأصليون؟
هناك، وقريباً من الجدار الفاصل، التقى بكلب ألماني غربي أصلي فسأله ذلك الكلب عن أسباب تحمله مشاق كثيرة ودفعه أموالاً طائلة لمجرد الحصول على هوية مزورة تثبت أنه ألماني غربي، فأجاب بأنه يريد أن «يهوهو مثل الكلب الغربي»، يريد أن يشعر بحرية النباح فقط، فرد عليه الكلب الغربي بأن رغبته في الحصول على عمل أجبرته على إجراء فحوصات للدم والبصمات كلها محفوظة، حتى إن حاول كغيره من المزورين والمزدوجين إخفاء أوراقه الأصلية والاعتماد على وثائق ورقية مزورة قد تنفعه لفترة من الزمن.
واستطرد الكلب الغربي قائلاً: أنا متأكد من أن داخلك شوقا لألمانيتك الشرقية، بلدك الأم، وما ادعاؤك برغبتك في النباح في بلد الحرية إلا جسر لتحقيق أغراض مادية فقط، لتعود بعدها إلى موطنك ومسقط رأسك، فلم يرد الكلب الشرقي على إهانات الكلب الغربي رغم ما كان يشعر به من غضب تجاهه، لأن «الغربي» يملك أدلة ثبوتية على خيوط جريمته التي ارتكبها لتحقيق مصالحه الشخصية، ممنياً النفس أن يتمكن من الحصول على وظيفة يبني بها مستقبله حتى لو كان على جثث الآخرين.
وأول مهنة امتهنها هذا الكلب الألماني الشرقي العمل بوظيفة مغرد ضمن جيش من الذباب الإلكتروني تابع لأحد السياسيين الذين حصلوا على هوية ألمانية غربية بأساليب ملتوية، وأثروا بطرق غير مشروعة، ويريد زيادة ثروته بأي طريقة، حتى لو كانت بنشر الأكاذيب والقصص المفبركة عن منافسيه السياسيين.
وإذا كنا نقول «:التمّ المتعوس على خايب الرجا»، أو «الطيور على أشكالها تقع»، فقد اجتمعت كلاب الذباب الإلكتروني مع مجموعة من الكلاب المزدوجة في انتماءاتها والمزورة لهوياتها، من أجل العمل على إفساد المجتمع الألماني الغربي مهما كلفهم الأمر، وأحد الكلاب المزورة كان يجلس أمام شاشة الكمبيوتر ويقول لأحد الكلاب المزدوجة، ضاحكاً: «لا أحد يعرف أن من ينشر هذه التغريدات... كلب»، فيرد عليه صاحبه الذي يفهم لغته: «إن جيت للصدق، فأنت كلب ابن ستين كلب».