علمت «الجريدة» أن وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة في إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات، رصدت أخيراً قيام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بنشر إعلانات جمع تبرعات عبر موقعها الرسمي ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، دون التقدم بطلب رسمي إلى الوزارة والحصول على موافقتها المسبقة قبل النشر، وكان آخرها إعلانها جمع التبرعات لمصلحة مشروع «إغاثة عاجلة لمخيّم جنين - فلسطين».
ووفقاً لمصادر «الشؤون»، فإنّ مثل هذه الإعلانات تعتبر مخالفة صريحة لقوانين وقرارات وضوابط واشتراطات تنظيم العمل الخيري في البلاد، لاسيما مخالفة نص المادة رقم (1) من القانون رقم (59/ 1959) الصادر بشأن تنظيم الترخيص بجمع المال للأغراض العامة، الذي قضى بأنه «لا يجوز للأفراد أو الجماعات جمع التبرعات من الجمهور بأي وسيلة كانت بغرض إنفاقها في أحد أوجه البر أو مساعدة المنكوبين، إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الشؤون، قبل بدء الجمع بشهر على الأقل، على أن تحدد مدّة الجمع وطريقته الغرض منه من قبل الجهة المنظمة للمشروع».
إجراءات قانونية
إلى ذلك، شددت المصادر، على أن الوزارة سوف تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة والسريعة حيال الأفراد أو الجهات غير المخوّلين الذين يقومون بالإعلان عن جمع التبرعات أو إطلاق مشروعات خيرية دون موافقتها المسبقة وبعيداً عن أعين الدولة ورقابتها، حفاظاً على العمل الخيري، وحرصاً على عدم تعرّضه لأي شائبة، مؤكدة أن «الشؤون» الجهة المخولة قانوناً بالإشراف والرقابة على العمل الخيري، والتصريح لأي جهة بممارسة أنشطته، وفقا لأحكام القانون رقم 24 لسنة 1962، الصادر بشأن الأندية وجمعيات النفع العام.
وأضافت أن «فرق التفتيش التابعة للوزارة ترصد وتزيل مخالفات العمل الخيري فوراً، سواء المقترفة من الجهات أو من الأفراد، كما أنها تراقب مواقع التواصل (تويتر، وإنستغرام، وواتساب، وفيسبوك) وتتابعها وترصد دعوات التبرعات غير المرخصة، التي لم تحصل على تصريح مسبق من الوزارة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وبحق أصحابها».
وقالت المصادر، إن «بعض المجهولين يستغلون فطرة المجتمع الكويتي وحبّه لمساعدة المحتاجين للوصول إلى مآرب خاصة بعيدة تماماً عن العمل الخيري، لذا نُهيب بالمتبرعين من المواطنين والمقيمين ضرورة تحرّي الدقة خلال التبرع، وعدم الانسياق وراء مثل هذه الدعوات، وتوجيه تبرعاتهم للجهات المعلومة والمشهرة في البلاد، لاسيما أن هذه الأموال قد تقع في أيدي من يستغلها بصورة خاطئة تشوّه العمل الخيري الكويتي».