قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، إن الصين والولايات المتحدة مرة أخرى «على مفترق طرق»، لأن «المشهد الدولي يمر بتحولات كبيرة»، مشدداً على أنه «يمكن لكلا البلدين أن يجعل الآخر أفضل وأكثر ازدهاراً معاً».
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الصيني لوزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر (100 عام)، في بكين، حيث قال وفقاً لما نقلته قناة CCTV الصينية الحكومية: «بالنظر إلى المستقبل، يمكن لكلا البلدين أن يجعل الآخر أفضل وأكثر ازدهاراً معاً... المفتاح هو الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين»، مضيفاً: «على هذا الأساس، ترغب الصين في العمل مع الولايات المتحدة لإيجاد الطريق الصحيح للتوافق مع بعضهما، ودفع العلاقات إلى الأمام بثبات».
وأشار شي إلى كيسنجر باعتباره «الصديق القديم للصين»، وهو مصطلح دبلوماسي صيني مُنح لشخصيات أجنبية لها دور مهم في تنمية الصين، مؤكداً أن الصين لن تنسى «مساهمته التاريخية» في تطوير العلاقات الصينية ــ الأميركية وتعزيز الصداقة بين شعبي البلدين.
ووفقاً لتقرير CCTV، قال كيسنجر إنه نظراً للوضع الحالي، يجب أن تلتزم الولايات المتحدة بالمبادئ المنصوص عليها في بيان شنغهاي وتفهم «الأهمية القصوى» التي تعلقها الصين على «مبدأ الصين الواحدة».
يذكر أن بيان شنغهاي الموقع بين الولايات المتحدة والصين في عام 1979 ينص على أن الولايات المتحدة تقر ولا تعترف بالموقف الصيني المتمثل في وجود صين واحدة وتايوان جزء من الصين.
وكان كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي قال خلال استقباله كيسنجر أمس الأول إن «السياسات الأميركية تجاه الصين تتطلب حكمة كيسنجر الدبلوماسية وشجاعة نيكسون السياسية» وسط انحدار العلاقات الثنائية لأدنى مستوى لها. كما التقى كيسنجر وزير الدفاع الصيني لي شانغفو الذي يخضع لعقوبات أميركية. وقالت واشنطن إنها على دراية بزيارة كيسنجر للصين، لكنها أوضحت أنه لا يقوم بها كممثل الحكومة.
وأثنى وانغ على الدبلوماسي الأميركي السابق، مشيراً إليه على أنه «صديق قديم»، وأشاد بدوره «الذي لا يمكن لغيره القيام به» في تعزيز التفاهم المتبادل بين الدولتين. وزار مسؤولون أميركيون كبار، منهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين، الصين أخيراً بهدف تحقيق الاستقرار في العلاقات بين القوتين العظميين.