أول العمود: الذكاء الصناعي والاهتمام بالثقافة مفقودان في برنامج الحكومة الجديد.
***
أكتب هذه الكلمات على خلفية تقرير الملحقة البيئية في السفارة البريطانية لدى الكويت ريتشل مولهولاند، حول تلوث أسماك البحر بالبلاستيك.
فالمسطح المائي للخليج العربي مقارنة مع خلجان وبحار أخرى يعد كأنه حوض سباحة صغير، ومشاهدة صوره عبر الأقمار الصناعية تُظهِره وكأنه كائن منهك وسط صحراء لا ترحم.
نحن في الكويت ومعنا 7 دول أخرى لنا شواطئ على هذا الحوض الصغير البائس بفعل سلوكيات الدول المطلة عليه وما شهده من مآسٍ وحروب.
ما واقع هذا المسطح المائي الضحل وقليل الحركة بيئياً اليوم؟
جدير بنا أن نتعرف على الأرقام المهمة التالية:
هو شديد الملوحة بسبب قلة الأمطار وارتفاع معدلات التبخر، وفترات تغير مياهه بشكل كامل تمتد من 7 إلى 10 سنوات، وهو من الضحالة بحيث تكون أعمق نقطة فيه بحدود 100 متر، وتطل عليه 8 دول جلها يمارس أعمالاً نفطية وكيمائية وإنشائية حرجة، ويمر فيه سنوياً ما لا يقل عن 70 ألف سفينة تجارية ونفطية وعسكرية، ونسبة 77٪ من التلوث فيه تأتي من النفط، وتطل عليه أكثر من 60 مصفاة نفط، وأكثر من 20 معمل إسمنت ومواد كيميائية، و82 محطة تحلية مياه شرب، و26 مرسى لشحن النفط، وغرقت فيه 250 سفينة بسبب الحروب، وفيه 30 ميناء، ونصف عدد سكان دوله يعيشون على سواحله بمعدل 93 مليون إنسان، وتصل درجة حرارته في الصيف إلى 50 درجة مئوية، ويصدر 20٪ من النفط إلى العالم.
نسأل هنا: ما مدى صحة هذا الحوض المائي شبه المغلق اليوم؟
تشير الدراسات العلمية المنشورة إلى حجم ومخاطر التلوث الشديد الذي تمارسه الدول بشكل يومي في مياه الخليج من تلويث نفطي وكيميائي، ومياه صرف صحي، ومخلفات سفن، وعبث الأفراد، وإتلاف الشعاب المرجانية نتيجة لحركة السفن، وتأثير كل ذلك على الثروة السمكية والطيور والعوالق والنباتات الحيوية التي تعتاش عليها الأسماك والكائنات المختلفة.
وبما أن جُل مصادر التلوث تأتي من النفط ومحطات توليد الكهرباء وتحلية المياه فإنه لا مفر من التعاون الجماعي بين الدول الثماني للحفاظ على هذا الممر المائي الحساس من خلال الاستفادة من تجارب الدول في حماية البيئة البحرية، فالخليج سائر إلى قائمة البحار العشرة الأولى الأكثر تلوثاً عالمياً.