حارق القرآن
أُحرقْتَ واستؤصِلتَ يا (سُلوانُ)
ولْتلتهِمْكَ بعاركَ النيرانُ
هذي جهنمُ بانتظاركَ فانتظرْ
فالموتُ فيها كالحياةِ هوانُ
تبتْ يداكَ خسئتَ فيها مُرغمًا
معكَ العُصاةُ الزُّرقُ والجرذانُ
وبقيتَ فيها خالدًا ومُخلَّدًا
شهدتْ عليك جوارحٌ ولسانُ
يا أيها الملعونُ في الدنيا وفي الـ
أُخرى أتحسبُ أنْ غفا الرحمنُ؟
والله يمهلُ من عصى، لكنه
حاشاهُ أن يُبقيكَ يا سرَطانُ
سَقرٌ هنالكَ يومَ لا تبقيكَ يا
زنديقُ يا ملعونُ يا شيطانُ
بلظى مُسَعَّرةٍ تريدُ مزيدَها
تُشوى ويُشوى وجهُكَ الخسرانُ
خُلقتْ لأجلك فانتظرْ ويلاتَها
فوقودُها أمثالُكَ العُبدانُ
تلقى بوادي الحزنِ كلَّ مروِّعٍ
يلتاعُ منه ويستعيذُ جَنانُ
ذُق حينذاكَ جنى يديك فما به
فتراتُ وقف الجَلْدِ، أو سُلوانُ
فإذا استشاطَ أزيزُها وزفيرُها
وتغيَّظت وتفجَّرَ البُركانُ
فاذكرْ هنالك ما فعلتَ نكايةً
شهدتْ على أفعالك الأكوانُ
واضحكْ هنالك في الجحيمِ فإنه
باقٍ عليك فلا سواهُ مكانُ
لا جُندَ حولك حينذاك حمايةً
بل هم زبانيةٌ غلاظٌ شانوا
وطعامك الزَّقَّومُ يغلي مالئًا
جوفًا به الأقذارُ والكُفرانُ
وشرابُك الغسَّاقُ محمومًا به
ماءُ الصديدِ كفعلِ من يختانُ
فاستصرخِ الأحبابَ والأصحابَ كي
تأتيك من دورِ الأذى ألوانُ
في موعدٍ يأتيكَ دونَ تعجُّلٍ
قد أُمهلَ الفرعونُ والهامانُ
قد أنذر الرحمنُ في قرآنهِ
متوعدًا فاستكبرَ الخذلانُ
ليس البطولةُ أن تحرِّق مصحفًا
متحوِّطًا بالغيرِ يا ثُعبانُ
أنتَ الذليلُ بكلِّ أرضٍ أو مدى
فأرٌ خسيسٌ مفسدٌ وجبانُ