الحجوزات الوهمية... منافسة غير مشروعة في حرب المطاعم!

في سعيها للإطاحة بمطعم منافس وجذب عملائه، تقوم بعض المطاعم والكافيهات في الكويت بحيل غير مشروعة وتكتيكات لحرق منافسيها والإجهاز عليهم، أبرزها اختلاق «الحجز الوهمي» للمطعم المنافس، باعتباره السلاح المفضل للإضرار بالآخر.

وفي شرح مبسّط لـ «حرب المطاعم»، دخل أحمد في عطلة نهاية الأسبوع إلى موقع مطعم فاخر يقدّم الأكل الإيطالي، ليحجز طاولة يتناول فيها الغداء مع عائلته والاستمتاع بطبق البيتزا، إلّا أنه صُدم بأن جميع الحجوزات كاملة، ولن يستطيع أن يحجزه لمدة أسبوع مقبل.

استغرب أحمد اكتمال الحجوزات، رغم أنه اعتاد أن يجد طاولات فارغة في هذا المطعم، مما أثار لديه الشك، فاتصل على إدارة الحجوزات، ليجد أن هناك طاولة متاحة يستطيع حجزها، رغم أنها محجوزة عبر موقع الحجوزات الإلكتروني، ليؤكد له المدير أن هذه الحجوزات حيلة هدفها الإضرار بالمطعم.

وفي السؤال عن سبب هذه المنافسة غير المشروعة، كشفت مصادر لـ «الجريدة» عن وجود حرب بين عدة مطاعم منافسة توهم العميل للمطعم المنافس بأن الحجوزات اكتملت، وذلك عبر الاحتيال الإلكتروني والحجز عبر «بوت» آلي يقوم بالحجز، مما يكبّد المطعم خسائر مالية.

وتتكبّد المطاعم، في كثير من الأحيان، خسائر فادحة في حال تم عمل حجوزات وهمية لموعد العشاء أو الغداء، مما جعل تلك المطاعم تفكر في حل سريع لهذه المشكلة، ومن ضمن الحلول تطبيق نظام تسجيل بطاقات الائتمان عند الحجز، وفي حال تم إلغاء الحجز قبل 24 ساعة يغرّم الزبون مبلغاً مادياً.

ومن ضمن الحلول كذلك تنوي المطاعم الاتصال بمن قام بالحجز للتأكد من هويته الفعلية ومدى جديّته في الحضور، حيث إنها عانت تلك الممارسات، وفور لجوء أي من اللاعبين في سوق المطاعم إلى هذا الأسلوب، سرعان ما تخرج الأمور عن السيطرة وتندلع حرب جذب عملاء جدد وتخفيض تقييم الخدمة.

وأشار ملّاك المطاعم المتضررة إلى أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام إضاعة حصتهم السوقية والإجراءات الانتقامية التي يقوم بها مجموعة من الأشخاص عبر «البوتات»، وأن تلك الممارسات لا تعتبر من المنافسة المشروعة، وسيبحثون عن حلول لدرئها.

وقد لجأت بعض المطاعم التي تريد الإطاحة بمنافسيها الى سلوكيات جديدة بعيداً عن المهنية، تتمثل في التقييم الزائف، حيث قامت بالاستعانة بمعلقين وهميين هدفهم كتابة آراء سلبية عن المطعم في استبيان حالة الخدمة.

وأفادوا بأن المنافسة غير المشروعة لا تقتصر على الحجز الوهمي فقط، بل الدخول في تقييم المطعم في وسائل التواصل، وكتابة التعليقات التي تستنقص من خدمة المطعم، لاسيما أن تلك الهجمات تضر في النهاية بأرباح الجميع.

وقال ملّاك المطاعم المتضررة، إن عدداً من المعلّقين يقومون في يوم واحد بإمطار حسابات المطعم في وسائل التواصل بسيل من التعليقات الزائفة مما يساهم في الإضرار بسمعة المطعم وخلق حالة من الانطباع الوهمي عنه بالنسبة للعملاء الجدد.