لوكاشينكو لبوتين: «فاغنر» تطلب الإذن لاجتياح وارسو
بعد يومين من تحذّيره الشديد لبولندا، واتهامه لها بإعداد «خطط انتقامية» والرغبة في السيطرة على أراضٍ في غرب أوكرانيا، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، وأجريا محادثات في قصر قسطنطينوفسكي في سان بطرسبرغ، تناولت وضع مجموعة فاغنر وطلبها اجتياح بولندا، والشراكة الاستراتيجية وتكامل الاتحاد والهجوم الأوكراني المضاد.
وأقرّ بوتين، الذي قرر تغيير خططه وتمديد محادثاته مع حليفه الوثيق يوماً ونصف اليوم، باستمرار الهجوم الأوكراني المضاد، رغم فشله، مشيراً إلى أن كييف تكبّدت خسائر إضافية فادحة تجاوزت 26 ألف شخص خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى خسارة الكثير من المرتزقة الأجانب، وتدمير الجيش الروسي عدداً قياسياً من المعدّات والتقنيات والأسلحة الغربية.
وأكد بوتين أنه يتم تنفيذ جميع الخطط حتى بوتيرة أفضل من المتوقع، مضيفاً: «أودّ أن أشير إلى الحالة الجيدة لاقتصاد كل من روسيا وبيلاروسيا بالطبع، سنتحدث أيضاً عن القضايا الأمنية في المنطقة، وآمل أن تكون هناك فرصة أخرى اليوم وغداً لمناقشة كل هذا».
وإذ أكد لوكاشينكو أنه تم تدمير أكثر من 15 من دبابات ليوبارد وأكثر من 20 مركبة من طراز برادلي في معركة واحدة، تطرقت محادثاته مع بوتين إلى وضع مجموعة فاغنر ومستقبلها، وأكد أنه «سيُبقي» عناصرها في وسط بيلاروسيا، وأنه «يسيطر» على وضع المقاتلين الذين انتقلوا الى أراضيها بموجب الاتفاق الذي أنهى تمرّد زعيهم يفغيني بريغوجين.
وفي استفزاز جديد لبولندا، التي نشرت قوات على حدودها الشرقية، قال رئيس بيلاروسيا لبوتين، إن عناصر «مجموعة فاغنر يطلبون الاتجاه غرباً، يطلبون منّي الإذن للذهاب في رحلة إلى وارسو، إلى جيشوف (في بولندا)»، مضيفا «لكن بالطبع، أنا أبقيهم في وسط بيلاروسيا، كما اتفقنا، ونحن نسيطر على ما يجري وعلى مزاجهم السيئ».
والجمعة، حذّر بوتين وارسو من الاعتداء على حليفته مينسك، واتهمها بتشكيل وحدة عسكرية مع فيلنيوس وكييف لاحتلال أراضٍ غرب أوكرانيا، والتخطيط للسيطرة على أراضٍ في بيلاروسيا، وذكّر كذلك بإهداء الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين بعض المناطق للبولنديين في نهاية الحرب العالمية الثانية.
واستدعت «الخارجية» البولندية السفير الروسي «بشكل عاجل»، السبت، ووصفت تصريحات بوتين بأنها «استفزازية وتهديدات وإجراءات غير وديّة».
وقبل ساعات من اجتماع الرئيسين الروسي والبيلاروسي، قصفت القوات الروسية مجدداً مدينة أوديسا الأوكرانية الساحلية ليل السبت - الأحد، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 22 بجروح بينهم 4 أطفال، وفق وزير الداخلية إيغور كليمنكو، وأوليغ كيبرن، حاكم المنطقة التي أُدرج مركزها التاريخي في لائحة اليونسكو للتراث العالمي المعرّض للخطر.
وفي استكمال لضرباتها المكثّفة، أطلقت روسيا وابلاً من الصواريخ على أوديسا، في هجوم يُعد الأكبر ضمن سلسلة من هجمات شبه يومية تشنّها بعد انسحابها من اتفاق العبور الآمن للحبوب.
وأوضحت القيادة الجنوبية لأوكرانيا أن الهجوم أدى إلى تدمير البنية التحتية للموانئ وكاتدرائية التجلي الأرثوذكسية التاريخية والمنازل والمباني الأخرى، لافتة إلى أن روسيا أطلقت 19 صاروخاً باليستياً منها اسكندر البالستية وأونيكس وكاليبير، تمكنت من إسقاط 9 منها.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تغريدة، «صواريخ روسيا ضربت مدناً مسالمة ومباني سكنية وكاتدرائية»، مؤكداً «سيكون هناك رد انتقامي ضد الإرهابيين الروس من أجل أوديسا، وسوف يواجهون بهذا الانتقام».
في غضون ذلك، يعقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، اجتماعاً لمجلس الناتو - أوكرانيا على مستوى السفراء بعد غد الأربعاء، للتشاور بشأن آخر التطورات ومناقشة نقل الحبوب عبر البحر الأسود».
وبعد مكالمة مع زيلينسكي، دان ستولتنبرغ، بشدة، «محاولة موسكو استخدام الغذاء كسلاح»، مؤكداً «الحلفاء يقفون مع أوكرانيا مهما تطلّب الأمر، وفي أعقاب قمة الناتو، فإنها أقرب إلى الناتو من أي وقت مضى».
وقال زيلينسكي إنه ناقش مع ستولتنبرغ تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في القمة، والخطوات الأخرى لدمج أوكرانيا في تحالف الدفاع الغربي.
وكتب الرئيس الأوكراني: «لقد حددنا الأولوية والخطوات المستقبلية اللازمة لإلغاء الحظر والتشغيل المستدام لممر الحبوب في البحر الأسود».