وسط توتر أمني تمثل في إرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد قيام إيران بمضايقة ناقلات نفط في الخليج، أعلن قائد قوات الجيش الإيراني، العميد حميد واحدي، بدء مناورات «فدائيو حرم الولاية» في نسختها الـ11، بمشاركة كل قواعد الجيش الجوية.

وتأتي المناورات الإيرانية بعد 3 أيام على إعلان القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، أنها رفعت عدد قواتها في المنطقة «رداً على محاولات طهران الأخيرة الاستيلاء على السفن التجارية في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية».

Ad

وأوضحت «سنتكوم» في بيان، أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمر بنشر قوة ردع برمائية، ووحدة مشاة بحرية في منطقة مسؤولية القيادة الوسطى، إضافة إلى القوات المتمركزة هناك، المكوّنة من طائرات F35 وF16، ومدمّرة الصواريخ الموجّهة «يو أس أس توماس هودنر».

وفي السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايك إريك كوريلا، إن «القيادة المركزية ملتزمة ضمان حرية الملاحة ضمن منطقة المسؤولية، والتي تتضمّن أحد أهم الممرات المائية في العالم».

وأضاف كوريلا أن «الشركاء هم المكسب الكبير لأمتنا في مواجهة المنافسين مثل الصين وروسيا، فلا توجد دولة تستطيع مواجهة التعقيد في المنطقة بمفردها. يجب علينا تنمية وتقوية تلك الشراكات، والاعتماد عليها في الأشهر والسنوات المقبلة».

في غضون ذلك، ومع الجمود الذي أصاب المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، وصفقة تبادل السجناء، والإفراج عن أرصدة مالية مجمدة، أجرى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد بن عبدالعزیز الخلیفي، زيارة لطهران، في حين تلعب قطر دوراً في نقل الرسائل بين الجانبين، خصوصاً فيما يتعلق بالمفاوضات حول تبادل السجناء، إلى جانب سلطنة عمان التي لعبت دوراً في استضافة مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، التقى الخليفي أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، وسلّم إليه رسالة مكتوبة من رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

وأجرى الخليفي مباحثات مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري.

إلى ذلك، قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية، أمس، إن 4 عناصر على الأقل من دورية لشرطة الطرق قُتلوا في هجوم وصفته بـ«الإرهابي» في مدينة زاهدان ذات الأغلبية السنية بالمنطقة الجنوبية الشرقية المضطربة من البلاد، وفقاً لـ«رويترز».

وجاء في تقرير «تسنيم» أن «مهاجمين نصبوا كميناً لسيارة للشرطة (...) وأطلقوا النار عليها».

وقال التلفزيون الحكومي الإيراني، إن أفراد الشرطة كانوا في دورية معتادة على طريق يربط بين بلدتي خاش وتفتان على بعد 1200 كيلومتر إلى جنوب شرق طهران، في محافظة سيستان وبلوشستان المضطربة، عندما تعرضوا لهجوم من الإرهابيين، في إشارة إلى جماعات انفصالية، وفقاً لـ «أسوشيتد برس».

ولم تتضح على الفور الجهة التي تقف وراء الهجوم، وما دوافعه، وشهدت المحافظة اشتباكات متعددة بين قوات الأمن الإيرانية ومهربي المخدرات، بالإضافة إلى جماعة انفصالية سنية تابعة لتنظيم «القاعدة» تعرف باسم «جيش العدل».

وتعد المحافظة طريقاً معروفاً لتهريب المخدرات والبشر من باكستان وأفغانستان إلى أوروبا ودول الخليج العربي وأماكن أخرى، وفقا لـ «أسوشيتد برس».

وزاهدان عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان المتاخم لباكستان وأفغانستان، والذي يعد من أفقر أقاليم البلاد، وفقاً لـ«رويترز».