حذر مندوب المرشد الإيراني علي خامنئي في الجامعات الإيرانية مصطفى رستمي، من أن المعارضين الإيرانيين يستجمعون قواهم لإحياء ذكرى مرور عام على مقتل مهسا أميني في حجز شرطة الأخلاق، مؤكداً أنه إذا فشل المعارضون في إحياء هذه الفعالية فستكون نهايتهم الرسمية.
جاء كلام رستمي، خلال لقائه أمس الأول مسؤولي التعبئة الشعبية (الباسيج) في الجامعات، حيث شدد على أن «الباسيج» يجب أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع «المعارضين الذين يتلقون الدعم من الخارج» من إحياء هذه الذكرى التي توافق 16 سبتمبر المقبل.
وطلب رستمي قطع التسجيل وخروج الإعلاميين من الاجتماع، ليستطيع أن يتكلم مع قادة «الباسيج» الطلابي دون تحفظ. وحسبما أكد أحد هؤلاء القادة الذي كان حاضراً في الاجتماع، فإن زملاءه انتقدوا تصرفات الحكومة العشوائية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدين أن قرارات إعادة شرطة الأخلاق والضغط على عامة الشعب ستدفع الشارع إلى رد فعل مشابه للعام الماضي، وتعطي الذريعة للمعارضة لاستغلال الوضع.
من جهة أخرى، أصدر مجمع أساتذة الحوزة العلمية لمدينة قم بياناً هو الأول من نوعه من كبار رجال الدين، بعنوان «ألم تعتبروا من مقتل مهسا؟»، انتقد فيه بشدة قرار إعادة شرطة الأخلاق إلى الشوارع وإثارة التشنج بين السلطات والناس.
واعتبر بيان الحوزة الموالية للإصلاحيين، أن تصرفات أصحاب القرار تجاه الإيرانيات غير قانونية وغير شرعية، وتكرار لسياسات أثبتت فشلها، مؤكداً أنه ما من فقيه إسلامي أفتى بإمكان فرض موضوع شرعي بأي وسيلة على المجتمع.
وشدد على أن الحجاب موضوع ديني وتبليغي، ويجب إقناع النساء بضرورة لبسه، ولا يمكن فرض ذلك بالقوة، منتقداً تساهل الحكومة والأجهزة الأمنية مع باقي المنكرات مثل الفساد والسرقة والاختلاس وتضييع حقوق وأموال الناس والفساد الإداري.
وعلى خلفية التوتر المتواصل حول الحجاب، فقد رُصِد، لأول مرة ربما منذ مئات السنوات، مقاطعة واسعة لدى الشباب لحضور مراسم عاشوراء التي بدأت في إيران منذ الأربعاء الماضي.
وانتشرت أخبار غريبة عن قيام بعض عناصر الأجهزة الأمنية ليل الخميس ــ الجمعة بمهاجمة عدد كبير من السيدات في منطقة أوبرت بين محافظة سمنان ومازندران (شمال شرق إيران) لعدم التزامهن بالحجاب، وتبين بعد ذلك أن هؤلاء سائحات أجنبيات ولسن إيرانيات وبعضهن لا يفهمن اللغة الفارسية.
كما قامت عناصر، عرّفت نفسها أنها من القوى الأمنية، خلال الأيام الأخيرة بعد بدء عشرية عاشوراء، بمهاجمة وإقفال عدد من مراكز الإقامة والفنادق، لعدم الالتزام بالحجاب الإجباري والقوانين الشرعية، مما أدى إلى سجن عدد كبير من السياح داخل الفنادق أو عدم تمكينهم من العودة إلى غرف فنادقهم، وظلوا خارجها ساعات طويلة.
ويتخوف العديد من أن مثل هذه التصرفات للمتطرفين ستؤدي إلى إشعال الاحتجاجات مجدداً في أنحاء البلاد، وهذه المرة يمكن أن تخرج الأمور عن سيطرة الحكومة بسبب الضغط الاقتصادي الشديد، إلى جانب الضغط الاجتماعي.