من السيناريوهات التي ستحصل لو حدث تغير في درجة الحرارة، وفق ما توقعه علماء البيئة وخبراء المناخ، أنه حينما ترتفع درجة الحرارة ثمة دول سيصيبها الجفاف وبالتالي ستتناقص المياه، إما نتيجة للتبخّر وإما لقلة الأمطار كأستراليا وبعض دول المغرب العربي والشرق الأوسط، حيث تتحدث التقارير عن أن ربع العالم مهدد بالجفاف، وعليه سيقل المحصول الزراعي الذي تتغذى عليه الماشية، وبالتالي هذه الأخيرة ستتناقص إلى حد ينتج عنها حروب للحصول على اللحوم بين البلدان، فالبلد القوي سيغزو الضعيف، وقد تحصل حروب فوضوية بين البلدان المتجاورة.
السيناريو الثاني سيحصل صراع على المياه من جراء الجفاف، أي أن البلدان القوية ستمنع المياه عن جيرانها، ونتيجة قلة المياه ستحدث حروب بين بعض الدول التي تعتمد على الأنهار المشتركة بينها كنهر النيل الذي بدأت ملامح الصراع حوله بين إثيوبيا ومصر تطفو على السطح، إذ قامت الأولى بوضع السدود لعدم تدفق المياه للثانية، وهذا السيناريو سيحصل بقوة لو تزايد الجفاف بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
السيناريو الثالث أن بعض الكائنات الحية ستتناقص أو ستنقرض، مثل الأعشاب والنباتات والأشجار البرية والبحرية كالأسماك، وبالتالي الذي يتغذى عليها سيموت جوعاً إذا تناقص غذاؤه نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، فمثلاً سيموت الإنسان لقلة الغذاء النباتي أو الحيواني، وهذا الأخير أيضاً سينقرض من جراء انقراض الأول، وكما هو معلوم الحياة عبارة عن سلسلة غذائية يعتمد كل منها على الآخر.
السيناريو الرابع الذي سنتطرق إليه- يعدّ الأخطر بتقديري- أن نسبة الأكسجين لو قلّت في الهواء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة فسينقرض كل من لا يتحمل النقصان ولو بنسبة بسيطة، وسيلحقه ما يتغذى عليه من الكائنات الحية الأخرى بالتسلسل الغذائي المذكور، ومع علمنا أن هناك سيناريوهات أخرى نتيجة الفيضانات أيضا إلا أننا نكتفي بهذا القدر حتى لا يطول هذا المقال.
لذا ندعو جميع الدول إلى النظر في الحد من التغير المناخي والعمل بكثافة أقوى على معالجة المناخ بالتكيف والتخفيف اللذين أثمر نجاحهما في معالجة المناخ للبلدان (الجزرية) والساحلية وغيرها، ولا ننسى الحد من التلوث المستمر للجو والأرض والمياه من جراء قذف الغازات السامة من المصانع البتروكيماوية والنفطية ومحطات توليد الكهرباء ومحطات معالجة المجاري، ومصانع المعادن وغيرها، والعمل على تقليل النفايات بشتى أنواعها.
تجدر الإشارة إلى أن التكيف والتخفيف هما استراتيجيتان أو طريقتان للحد من آثار المناخ، فبالتخفيف نعمل على الحد من مصادر انبعاثات الغازات للجو، لا سيما الغازات الدفيئة، مثل ثاني وأول أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبخار الماء، وأكاسيد النيترات، وبالتالي الحد من الاحتباس الحراري، فالتكيف استراتيجية معنية بتعديل آثار المناخ أو التكيف معه، أي تعديل النظم الطبيعية أو البشرية استجابة للمحفزات المناخية من أجل تخفيف الضرر عن الناس.
ختاماً، من أجل نظافة كوكبنا وخلاصنا من التغير المناخي، حري بجميع البشر والمصانع والشركات، كل في مجاله وموقعه أو تخصصه، أن يساهم في الحد من التلوث، والتوقف عن العبث في الأرض والبحر والجو.
* كاتب بحريني.