واشنطن تقترح مفاوضات مباشرة مع طهران حول «كل شيء»
• الاتصالات بين الجانبين من خلال قطر وعُمان تستأنف قريباً بعد توقفها أسابيع
كشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، أن طهران تلقت أخيراً، عبر دولة خليجية صديقة، دعوة أميركية لإجراء مفاوضات مباشرة وعلنية بين الجانبين «حول كل شيء»، أي لا تقتصر على البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد أن تعرضت المفاوضات غير المباشرة في عمان لانتكاسة، وعاد التوتر الأمني يلقي بظلاله على منطقة الخليج مع إرسال واشنطن تعزيزات بعد اعتداءات إيرانية على ناقلات نفط.
وأفاد المصدر «الجريدة» بأن المقترح الأميركي الموجه إلى خامنئي وتسلمته وزارة الخارجية الإيرانية، يشير إلى أن الاتصالات الأمنية التي جرت بين الجانبين العام الماضي أظهرت أن هناك إمكانية للوصول إلى صيغ تفاهم لحل مجمل الخلافات، وأن استمرار الاتصالات بشكل غير مباشر وغير علني يعرقل نجاح الحوار، في حين أن الظروف الدولية المتوترة لا تتحمل المماطلة.
وبحسب المصدر، فإن المقترح الأميركي، يشدد على أن المسودة التي تم التوصل إليها في فيينا لإحياء الاتفاق النووي منذ عدة أشهر قبل أن تصل المفاوضات إلى حائط محدود، ليست كافية لحل المشاكل التي تواجهها إيران، خصوصاً الأزمة الاقتصادية والمعيشية، وبالتالي هناك ضرورة أن يتم التوصل إلى تفاهم بين طهران والمجتمع الدولي على كل الملفات.
وأوضح أن المقترح يَعِد بمساعدة طهران على إعادة الانخراط في المجتمع الدولي، بشرط أن تتحول إيران من «نظام ثورة» إلى نظام دولة.
وكان وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي زار طهران قبل يومين، والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان.
وبحسب المصدر، فإن الدولة الخليجية التي أوصلت المقترح إلى طهران اقترحت أن يتم الترتيب للقاء بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، في مبادرة لكسر الجليد.
إلى ذلك، أكد المصدر أن الاتصالات التي كانت تجري بين الجانبين الأميركي والإيراني في عمان وقطر، كانت قد توقفت خلال الأسابيع الماضية، إلا أن خامنئي أعطى الضوء الأخضر لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الذي بات المشرف على هذه الاتصالات، للعودة إلى الحوار في حال أبدت واشنطن رغبة في ذلك.
وتأتي هذه المعلومات رغم استمرار التصعيد الأمني المتواصل بين الجانبين. وأطلقت القوات البحرية الأميركية، أمس، في خليج عُمان، طائرة مسيّرة من طراز «إيروفيل فليكسوروتور» الفائقة التي تستخدم في المراقبة والاستطلاع وتنفيذ الهجمات.
وكانت القيادة الوسطى قد أعلنت في 20 الجاري، أن واشنطن تقوم بتعزيز تجمعها العسكري المتوجه إلى مضيق هرمز بواسطة سفينتَي إنزال تابعتين للقوات البحرية، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع (البنتاغون)، إرسال مقاتلات إضافية من طرازَي إف 35 وإف 16 إلى جانب بارجة حربية إلى الشرق الأوسط.
وأعلنت «البنتاغون»، الخميس الماضي، نشر قوات إضافية في الشرق الأوسط منها الآلاف من عناصر مشاة البحرية (المارينز). في المقابل كشفت وزارة الدفاع الإيرانية، أمس، النقاب عن صواريخ «أبو مهدي» البعيدة المدى، التي قالت إنها «مخصصة لحماية المداخل البحرية لمضيق هرمز وسواحل إيران الغربية على الخليج».
وفي تفاصيل الخبر:
أطلقت القوات البحرية الأميركية، أمس في خليج عُمان، طائرة مسيّرة من طراز «إيروفيل فليكسوروتور» الفائقة التي تستخدم في المراقبة والاستطلاع وتنفيذ الهجمات.
وأكدت القيادة الوسطى للقوات، في بيان لها، أن الطائرة المسيّرة الحديثة أطلقتها المدمرة «يو إس إس كول». وجاء في البيان أن «الأسطول الخامس التابع للولايات المتحدة مستمر في الابتكار ودمج التكنولوجيا المتقدمة للطائرات من دون طيار في المهام اليومية عبر منطقة الشرق الأوسط».
وكانت القيادة الوسطى قد أعلنت في 20 الجاري أن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز تجمعها العسكري المتوجه إلى مضيق هرمز بواسطة سفينتَي إنزال تابعتين للقوات البحرية، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع (البنتاغون)، إرسال مقاتلات إضافية من طرازَي إف 35 وإف 16 إلى جانب بارجة حربية إلى الشرق الأوسط.
وأوضحت «البنتاغون» أن هذه الخطوة تأتي في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية بالمنطقة، بعد تعرّض سفن شحن تجارية للاحتجاز أو المضايقة من جانب إيران في الأشهر القليلة الماضية.
وأعلنت «البنتاغون»، الخميس الماضي، نشر قوات إضافية في الشرق الأوسط منها الآلاف من عناصر مشاة البحرية (المارينز).
وقال قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، إن «القوات الجديدة ستضيف قدرات فريدة إلى المنطقة من أجل زيادة حماية التدفق الحر للتجارة الدولية ودعم القواعد القائمة على النظام الدولي».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تدخلت الولايات المتحدة لمنع إيران من الاستيلاء على ناقلتين في خليج عمان، بما في ذلك حالة أطلقت فيها سفينة إيرانية النار على ناقلة نفط.
وقال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية، كولين كال، إن «تلك الحوادث حظيت بأكبر قدر من الاهتمام من قبل الوزارة».
ووفقا لمسؤول دفاعي أميركي كبير، بدأت الولايات المتحدة، بعد محاولة الاستيلاء، في تحليق طائرات من طراز A-10 فوق مضيق هرمز، وتم تجهيز الطائرات بأسلحة قادرة على استهداف زوارق الهجوم السريع الإيرانية وأهداف بحرية أخرى.
وكانت الطائرات قد نشرت في المنطقة خلال أواخر مارس، بعد سلسلة من الهجمات على المواقع الأميركية من قبل الميليشيات التابعة لإيران.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، حذّرت كبرى الدول المسجلة لسفن الشحن، ومن ضمنها جزر مارشال واليونان، من خطر الشحن التجاري في الخليج، لاسيما مضيق هرمز.وتعمل مسيّرة «إيروفيل فليكسوروتور» بنظام تكتيكي صغير من دون طيار، وهي من الجيل الأكثر تقدمًا، ويمكن استخدامها ليلًا أو نهارًا لتنفيذ مجموعة متنوعة من عمليات الاستطلاع وجمع البيانات الاستخبارية والمراقبة ومهاجمة الأهداف في البر والبحر.
وتمتاز هذه المسيّرة بتركيبة تقنية غير مسبوقة على صعيد أنظمة المراقبة والرصد والتسلح وبحجمها الصغير وقدرتها الفائقة على المناورة والتخفّي، كما باستطاعتها حمل كمية من الأسلحة، ولديها قدرة على الطيران المتواصل لأكثر من 30 ساعة. يمكن عرض الصور التي يتم التقاطها بواسطتها في الوقت الفعلي، حيث يمكن معالجة أي تهديدات على الفور، وهي مزودة بحساسات استشعار للكشف عن المتفجرات.
جاء ذلك فيما كشفت وزارة الدفاع الإيرانية، أمس، النقاب عن صواريخ «أبومهدي» البعيدة المدى. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، بأن وزارة الدفاع سلّمت بحريتَي الجيش وحرس الثورة صاروخ «أبومهدي»، الذي يعد أول صاروخ بحري بعيد المدى تصنعه إيران وتدخله في الخدمة. وأضافت الوكالة أن «الرأس الحربي لصاروخ أبو مهدي يحتوي على مواد شديدة الانفجار، وقادر على تدمير القوارب والبوارج وحاملات الطائرات». وتابعت أن «صواريخ أبو مهدي تحلّق على علو منخفض، ولا تستطيع الرادرات اقتفاءها، وتستطيع تغيير ارتفاع تحليقها عند وجود موانع جغرافية أو رادارات».
وبحسب «إرنا»، يبلغ مدى الصاروخ أكثر من ألف كيلومتر، وقطره 55 سم، وله القدرة على تخطّي المنظومات الدفاعية الخاصة بالعدو.
وذكرت أنه «مخصص لحماية المداخل البحرية لمضيق هرمز ولسواحل إيران الغربية على الخليج»، وقالت إنه «بهذه الطريقة تضاعف مدى التغطية الدفاعية البحرية الإيرانية، ويمكن أن يغطي مجموعة واسعة من العمليات».
ويعد هذا الصاروخ أول صاروخ كروز بحري بعيد المدى يستخدم الذكاء الاصطناعي في البرامج المتعلقة بتصميم مسار طيران الصاروخ في نظام القيادة والتحكم، ولديه القدرة على المرور عبر العوائق الطبيعية والاصطناعية، وكذلك رادار العدو ومواقع الدفاع عن طريق المرور عبر نقاط المنتصف والهجمات ويصطدم بالهدف من اتجاهات مختلفة.
وأشار وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني، العميد محمد آشتياني، الى بعض مواصفات صاروخ كروز «أبومهدي»، مفيدا بأن مدى الصاروخ الذي يبلغ الف كيلومتر قد وسّع دائرة الدفاع البحري لإيران عدة أضعاف.
وأضاف أن «هذه المنظومة الصاروخية هي منظومة استراتيجية، وفي الحقيقة يمكن وصف هذا الصاروخ بأنه لا نظير له، وله خصائص فريدة، فهو نقطوي (دقيق الإصابة للغاية) وله قدرة تدميرية عالية جدا، وهو قادر على اجتياز التضاريس الجغرافية والتحليق المنخفض، ويتمتع أيضا بالقدرة على مواجهة الحرب الإلكترونية والإفلات من الرادارات، ويستخدم الذكاء الصناعي في برمجية رسم مسار تحليقه».
وتابع وزير الدفاع الإيراني انه «قد أصبح بالإمكان الآن ضرب القطع البحرية المعادية المتحركة انطلاقا من عمق الأراضي الإيرانية ومناطق سريّة بالكامل، وتدمير السفن والفرقاطات والمدمرات المعادية بشكل كامل».