حلم تظلله غيمة!!
على قارب مكسور.. حلم تظلله غيمة.. الحمامة تروي حكاية فصولها.. جدائل ذابلة وأوراق ممزقة وذكريات في كل أرجاء السفينة.
لا صوت يعلو على صوت الأمواج، هكذا الحياة في البحر، الأسماك تتحرى بارقة أمل، والحيتان تنادي هل من مزيد، والشاطئ مليء بجماهير لا تملك غير كفين تارة للتصفيق وأخرى لصم الآذان عن تلاطم الأمواج!!
ضوضاء تملأ المكان، آهات تنذر باحتضار، السفينة مهجورة رغم كل تلك الأنفاس، والليل بحزنه يعزف للعابرين أنشودة البقاء.
قمم الجبال تنظر من بعيد إلى تلك المسنة المتشحة بالسواد وهي تترقب ناجياً من الغرق أو ربما حلماً لن يصل يوماً، بشموخها المنهك تراها الجبال فخراً، يعتبرها الغارقون نصراً، ويصفها العابرون صبراً... تلك هي الحقيقة، فتجاعيد أهدابها خطتها دموع سبقت كل لحظة انتظار!
غربة الأيام ممزوجة بحبات رمل الشوارع، وجرس المدرسة، ودفتر الواجب، والألم نكهة فنجان ذلك الشيخ الكبير، في حين يتكئ الشاب الصغير على سراب أحلامه، يمعن النظر على أسراب الحمام، قد تكون رحلة النسيان.. هكذا كان يتمنى!!
الرواية لم تنتهِ، فالأحلام لا تريد أن تتوقف، والحمامة ما زالت تنزف مع كل نسمة ريح، والقارب سيبقى مكسوراً، في حين تنتظر الغيمة سبيلا لتروي ظمأ طفل يبحث عن وطن!!