شوشرة: تعاون واستقرار
الخطوات التي اتخذتها الحكومة بالتعاون مع اللجنة النيابية التنسيقية أعادت الأنفاس إلى وضعها الطبيعي ودبت القلق في قلوب الحاقدين والحاسدين بعد التعاون الكبير والتقدم بمشاريع قوانين تثبت النوايا الحسنة للسلطة التنفيذية ومصداقيتها نحو إقرار الأولويات التي من شأنها معالجة بعض القوانين المترهلة التي تعاني خللاً كبيراً.
وهذه البداية الموفقة ما هي إلا خطوة من خطوات قادمة نرجو الاستمرار فيها دون أي عراقيل، خصوصاً أن ما يشكله هذا التنسيق سينعكس على الشارع الكويتي الذي أبدى غالبيته سعادته ورضاه من ذلك، ولا تزال الأنظار تترقب القادم بحالة من التفاؤل بعد هذا التجانس بين السلطتين الذي نتطلع أن يجني ثماره باستحقاقات شعبية أكبر تنهي معها معاناة وترسبات السنوات الماضية، التي شهدت أحداثا مأسوفة لا تخفى على أحد.
إن حالة الاستقرار والعمل والإنجاز الذي أكدته السلطتان في بداية تعاونهما هي الأهم لأي عمل سياسي سيؤدي الى استقرار الأوضاع في البلاد بمختلف نواحيها، وهو الهدف الأسمى الذي تتطلع إليه الغالبية دون الالتفات لأصوات النشاز التي تعمل جاهدة لعرقلة أي إصلاحات، وعلى السلطتين الاستمرار في عملهما بصمت دون التسابق على البطولات حتى تكون النتائج ملموسة وواقعية ومرضية، دون تأويل وتهويل كما كان الوضع خلال المجالس السابقة.
ولعل هذه البداية الموفقة تتطلب التركيز على الاستعجال في مشاريع قوانين أخرى تلامس الواقع وتحاكي معاناة واحتياجات الشارع الكويتي، على أن تتلوها المشاريع الأخرى، وهذا الدور منوط باللجنة التنسيقية التي نجحت في أولى خطوات عملها، كما يجب الالتفات إلى التعليم الذي يحتاج إلى نفضة شاملة لمعالجة كل المثالب التي تنعكس على مستقبل الطلبة وتدني مستوياتهم التي تنكشف عادة بعد الثانوية العامة، حتى لو حصل البعض على نسب عالية، فضلاً عن إصلاح القطاع الصحي الذي هو النواة الرئيسة في صحة الناس، والقضية الأهم هي القضاء على أشكال التمييز والتفرقة التي يقف وراءها البعض لتشتيت الصفوف، فضلاً عن القضية الإنسانية التي يجب أن تكون من أولى الأولويات، وهي قضية غير محددي الجنسية الذين ينتظرون بفارغ الصبر حسم هذا الملف ومنحهم الجنسية، لأنه لا وطن لهم غير هذا الوطن، فما زالت حالة الفرح مرسومة على شفاه الغالبية بانتظار القادم لمعالجة تراكمات الماضي وإصلاح الخلل.
آخر السطر:
غدٌ أجمل لوطن أجمل.