نعم سافر إن استطعت، ستقولون إنني أشجع على السفر، ولمَ لا؟ فقد قال إمامنا الشافعي رحمه الله، مؤسس علم أصول الفقه، عن السفر:
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا
وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ
وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
ومنهم من يقول إن هناك سبع فوائد، وأنا أقول قد تزيد الفوائد لكل منا حسب خبرته، بالنسبة لي أحب الجمال في الطبيعة، وتلفت نظري الأشياء المبتكرة التي تبهج النفس في كل بلد.
وأتمنى أن تكون الأشياء المبتكرة في بلدي كوضع نوافير داخل البحار على أشكال جميلة غير مألوفة، أو تغيير أعمدة الإشارات من أشياء تقليدية إلى أشياء تراثية تمثل البلد، كعمل أعمدة على شكل فروع أشجار، وتوزيع الإضاءة عليها، ووضع مصابيح ملونة تعطي جمالاً للمكان والحدائق، وغرس أشجار كثيرة تخفض حدة الحرارة، وعمل ري بالتنقيط للأشجار، ولا مانع من استشارة اختصاصيين بذلك، لا أدري لما افتقدنا الجمال في شوارعنا، فالكويت جميلة وتستاهل.
قد نسافر عن الوطن لتغيير للمكان والزمان، وقد ينفرج الهم والضيق في السفر، فقد يسافر البعض في طلب الرزق والعمل إذا ضاقت عليه السبل في بلده، وقد يسافر الإنسان لطلب العلم والاستزادة فيه فطلب العلم فريضة، ولكن علينا أن نتأدب في البلد الذي نذهب إليه، ونحترم عاداته وتقاليده، إلى جانب الصحبة المأمونة التي تعينك في السفر، وتكون أخلاقه حسنة والابتعاد عن الصديق الكاذب الحسود.
سافر ولكن هناك محاذير كثيرة، فالسفر يحتاج من الإنسان التخطيط الجيد للوجهة التي تفيده، فالرسول الكريم وأصحابه سافروا لنشر الدين الإسلامي، واحذر أن تقترض لتسافر فترجع مديناً، فالسفر يحتاج إلى ميزانية معينة، واحذر أن تعطي انطباعاً سيئاً عن بلدك في البلد الذي تقصده، بل كن سفيراً مثالياً لبلدك وتَخَلَق بِخُلق الإسلام وابتعد عن المشاحنات.
والله المستعان.