عرفت البلاد العربية بإشراقاتها وشمسها الساطعة معظم الأحوال، وأنوارها المتفاوتة خلال الفصول السنوية الأربعة، ولأشعة الشمس أهمية عظيمة في تحسين المزاج والحفاظ على الصحة العامة، وأهمها تكوين هرمون (د) الذي يتم بأمر الله تعالى تحت الجلد بأسلوب هرموني دقيق، واستعمال الكوليسترول الموجود طبيعياً في الدم، كما تشترك به كثير من الغدد والإنزيمات.
ومن النوادر ما يكون هناك نقص فيه في البلدان المشمسة في دول العالم، وقد يشتكي نقص (د) بين الأشخاص الذين يعيشون في الدول الإسكندنافية أو بريطانيا أو أمثالها، وذلك لقصر شروق الشمس عندهم وطول فترة الضباب والشتاء في تلك البلاد، والتي قد تصل إلى ستة أشهر، علماً أنه موجود في الطعام الصحي بكميات قليلة، ومحفزة لإنتاجه بكميات كافية للعمليات البدنية الصحية.
أول أهمية لفيتامين (د) في الجسم عامة هي المحافظة على مستوى الكالسيوم والفوسفور اللازم لسلامة الهيكل العظمي وصحة الأسنان ونموها ولتجديد الجهاز المناعي، والوقاية من هشاشة العظام لكل الأعمار، خصوصاً عند الأطفال في طور النمو وكبار السن بعد عمر الخمسين، ولنمو الشعر الطبيعي. وأثبتت الدراسات الأخيرة أهمية (د) الطبيعي في منع مرض التصلب اللويحي ومنع أمراض القلب والأمراض المزمنة، بالإضافة إلى تحسن المزاج لدرجة عالية عند التعرض لأشعة الشمس بسبب «طبخة» (د) الطبيعي وإمداد الجسم بهرمونات السعادة، وقد يؤدي لإنقاص الوزن نتيجة انخفاض هرمون الكورتيزول، ومعادلة مستوى الكوليسترول الذي هو أصلا المكون الأساسي لهرمون (د).
كما أن عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ، مع اللياقة البدنية والحركة اليومية سيؤدي إلى قصور في إنتاجه، ويؤثر في كفاءة النمو وصحة العظام والأسنان والشعر وكثير من العمليات الحيوية، وقد قدرت الجرعة اليومية لفيتامين (د) عند النقص والشعور بذلك هي (800-IU600) لفترة وجيزة مع المشي في الشمس أو الرياضة قليلا وشرب الماء الكافي، وقد تزيد الجرعة مؤقتاً تحت إشراف الطبيب إلى (5000 IU) في الأسبوع، وهي أقصى جرعة قد يستعملها المريض بنفسه، وأحياناً يضطر الطبيب لإعطاء المريض جرعة وريدية لإنقاذه.
أما زيادة نسبة فيتامين (د) في الدم، فإنها تؤدي إلى التسمم وزيادة تراكم الكالسيوم في أماكن أخرى في الجسم كالكلى وتكلس المثانة والرحم وتفريغ العظام والهشاشة نتيجة زيادة سحب الكالسيوم منها، كما يؤدي إلى الشعور بالغثيان والقيء المستمر والتبول المتكرر وآلام وليونة في العظام، ومشاكل في الكلى وتكون الحصيات، واضطراب في النوم، كما قد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، كما ذكرت بعض الأبحاث، مع أن نقص (د) لا علاقة له بأمراض السمنة! ولكن قلة الخروج وممارسة الرياضة في الهواء الطلق والشمس عند هؤلاء الأشخاص، وإن كان الجو حاراً، فإنه سيؤدي إلى نقص الهرمون بشكل سريع وتعرضهم لضيق التنفس وكسل في العضلات وهشاشة في العظام بسهولة، وذلك لعدم التوازن بين المغنيسيوم والكالسيوم والفوسفور بسبب هذا الاختلال الهرموني.