«أصداء»: فرص واعدة بالعالم العربي لتشجيع شبابه على ريادة الأعمال
• استطلاع يؤكد أن 50% منهم يطمحون لبدء أعمالهم الخاصة خلال 5 سنوات
كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي شباب العرب، والذي أصدرته «أصداء بي سي دبليو»، أن العالم العربي يتمتع بفرص واعدة لتشجيع الشباب على ريادة الأعمال، إذ قال نحو نصف الشباب المشاركين في الاستطلاع، إنهم يعتزمون بدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة، وهذا الحماس المتزايد تجاه ريادة الأعمال يعكس ميل الشباب إلى العمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وسجلت المنطقة واحداً من أعلى معدلات بطالة الشباب في العالم، والذي يزيد على 26 في المئة مع وجود حوالي واحد من كل ثلاثة شباب (32 في المئة) تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً غير منخرطين في مجالات العمل أو التعليم أو التدريب، وفقاً لتقرير البنك الدولي.
وأشارت الأمم المتحدة إلى ضرورة توفير المنطقة 33.3 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030 لاستيعاب العدد الكبير من الشباب الراغبين في الانخراط في سوق العمل، وهي مهمة ليست بالسهلة يجب على الحكومات أن تسرع فيها.
وكانت هذه بعض النتائج الرئيسية للاستطلاع الذي يعد المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة، والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة. وتم إجراء الاستطلاع خلال الفترة الممتدة من 27 مارس إلى 12 أبريل 2023، وتضمن 3.600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18و24 عاماً.
وتوزعت عينة المشاركين، وهي الأكبر في تاريخ الاستطلاع، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى، وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكترونياً لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب على امتداد المنطقة.
وفيما يخص مستقبلهم المهني، كشفت نتائج الاستطلاع أن 42 في المئة من الشبان والشابات العرب يرغبون في بدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة، وبدت هذه الرغبة أكثر وضوحاً في دول مجلس التعاون الخليجي (53 في المئة)، تليها دول شرق المتوسط (39 في المئة) وشمال إفريقيا (37 في المئة).
كما كان شباب الخليج أكثر تفاؤلاً بشأن بدء أعمالهم الخاصة، حيث قال 58 في المئة منهم، إن بدء الأعمال في بلدانهم «سهل جداً/ سهل إلى حدٍ ما»، مقابل 79 في المئة من شباب دول شرق المتوسط و73 في المئة من شباب شمال إفريقيا قالوا، إن الأمر «صعب جداً/ صعب إلى حد ما» في بلدانهم.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن الإعفاءات الضريبية وتخفيض الرسوم المفروضة على الشركات الناشئة، وتعزيز فرص التدريب والتعليم، وتقديم قروض بضمان الحكومة سيشجع المزيد من شباب العرب على بدء أعمالهم الخاصة.
وفيما يخص قطاعات الأعمال التي يفضلونها، قال 15 في المئة من الشباب المشاركين في الاستطلاع، إنهم يريدون بدء أعمالهم الخاصة في قطاع التكنولوجيا، يليه التجارة الإلكترونية (13 في المئة)، والمجالات الإبداعية (11 في المئة)، والتصنيع (11 في المئة)، والعقارات (10 في المئة)، والمطاعم وخدمات الطعام (9 في المئة)، وقطاعات البيع بالتجزئة والضيافة والتعليم (7 في المئة لكل منها).
الميل للعمل بـ «الخاص»
من أبرز التوجهات التي رصدها الاستطلاع على مر السنوات ميل شباب العرب بشكل متزايد إلى العمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وفي إطار تعليقه على هذه النتائج، قال سونيل جون، رئيس شركة «بي سي دبيلو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومؤسس «أصداء بي سي دبليو»: «لا شك أن رغبة شباب العرب في بدء أعمالهم الخاصة تعتبر بوادر مشجعة، ولكنها في الوقت ذاته نتيجة طبيعية لصعوبة إيجاد عمل مستقر في بعض الدول. ويتعين على صناع السياسات والشركات نفسها دعم جهود الشبان والشابات الذين يرغبون في تأسيس أعمالهم الخاصة».
وأضاف جون أن «التنويع المتزايد لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي يساهم في توفير المزيد من الفرص الواعدة للقطاع الخاص، ويضمن ذلك تحقيق استدامة طويلة الأجل للاقتصاد الإقليمي، ويشكل مصدراً محتملاً لوظائف وفرص شباب العرب خارج منطقة الخليج».