طاب النهارُ بغوطة الفيحاءِ

وحلا الشذى من صبحنا لمساءِ

حاطتْ بجِلَّقَ كالسوارِ بمعصمٍ
Ad


متناغمٍ متناسقٍ وضَّاءِ

صدحتْ تغني للعصورِ بمجدها

في عزةٍ تختالُ كالحسناءِ

فيها المزاراتُ الجليلةُ مثلما

فيها المواقعُ ذات إرثٍ نائي

هلَّت من المرأى البعيدِ نضيرةً

كعروسةٍ بثيابها الخضراءِ

فيها البساتينُ الخصيبةُ تنتشي

بالزهرِ والليمونِ والأنداءِ

أشجارُها مزهوةٌ بظلالها

والمشمشُ، الدُّرَّاقُ في الأفياءِ

أغصانه حفَّت كمثلِ غمامةٍ

فوق المروجِ بجنةٍ غنَّاءِ

بردى يواصلُ جريه وعطاءهُ

عبر الزمانِ بطيبةٍ ورواءِ

فعليلةٌ أجواؤها ونعيمةٌ

أنهارُها تسري بغيرِ جفاءِ

والياسمينُ يزيدُ عرض جمالهِ

ودلالهِ في حُلةٍ بيضاءِ

بثَّ العبيرَ على المدى بلطافةٍ

تدعو الجميعَ لزورةٍ شمَّاءِ

يأتي الهواءُ على الشُّجيرات التي

بتمايلٍ تبدو كما النُّدماءِ

كم قد تغنى في بهاها شاعرٌ

مُذ أن تجلَّى الحُسنُ للقُدماءِ!

(نجوى) و(سلمى) ذكرياتُ زيارةٍ

(أمُّ النذيرِ) كبيرةُ الكُرماءِ

في جلسةٍ وديَّةٍ محفوفةٍ

في دوحةٍ خلَّابةِ الأنحاءِ

في نزهةٍ للنفسِ تروي توقها

للماءِ، منه تضلَّعتْ بهناءِ

طاف النسيمُ بنا فحرَّك شوقنا

للجنَّةِ العلويةِ السمحاءِ

صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى

يا مَن نشرتَ النورَ في الأرجاءِ

والآلِ والأصحابِ من أهلِ التُّقى

كانوا له سيفًا على الأعداءِ