مع اشتداد القتال في جنوب أوكرانيا بين الجيشين الروسي والأوكراني، حسبما أفادت الاستخبارات البريطانية، أمس، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته الى أستراليا، من أن روسيا تبحث عن الأسلحة في كل مكان، وتقوم بجولة على حلفائها للتزود بالأسلحة، مشيراً إلى أن زيارة وزير دفاعها سيرغي شويغو إلى كوريا الشمالية هدفها ضمان إمدادات أسلحة يحتاجها في الحرب.
جاء ذلك، فيما كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن تلقي موسكو نحو 30 مبادرة سلام عبر قنوات تواصل رسمية وغير رسمية، فيما كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحميل كييف مسؤولية رفض المفاوضات لوقف الحرب.
وخلال اجتماع مع القادة الأفارقة، خصص لبحث مبادرتهم لتسوية الأزمة الأوكرانية، قال بوتين أمس الأول: «روسيا لم ترفض أبدا التفاوض بشأن أوكرانيا، ومستعدة دائما للبحث عن طرق سلمية لتسوية الوضع هناك»، لكنه ذكّر بأن السلطات الأوكرانية «أصدرت تشريعاً خاصاً يحظر التفاوض مع روسيا».
ووجّه حديثه مخاطباً زعماء الدول الإفريقية: «موقفكم وأفكاركم تشابه بنودا تضمنتها الخطة الصينية لتسوية الوضع حول أوكرانيا في فبراير». وهذا قد يحمل مدلولا سلبيا حول مصير المقترحات الإفريقية، بعد أن منيت المبادرة الصينية بفشل ذريع في تحقيق أي اختراق.
وقال رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، إن صيغة الرئيس فولوديمير زيلينسكي للسلام هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب. وأوضح خلال اجتماع مع سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في أوكرانيا، أن أحد الشروط الأساسية لإنهاء الحرب هو استعادة السيادة الكاملة لأوكرانيا، والعودة إلى حدود عام 1991.
ميدانياً، أكّد الجيش الروسي، أمس، أنه قصف قبل يوم مركز قيادة الجيش الأوكراني في دنيبرو بأسلحة عالية الدقة، حيث استهدف أيضاً مبنى جهاز الأمن ومبنى سكنيًا لجهاز الأمن وتسبب في إصابة 9 أشخاص.
الى ذلك، تفقّد الرئيس زيلينسكي «مواقع متقدمة» لقواته قرب مدينة باخموت، واستمع إلى تقرير لأحد القادة وتحدّث إلى العناصر، مشيدا بأدائهم «البطولي».
في الأثناء، أفادت صحيفة فاينانشال تايمز، أمس، بأن القوات الأوكرانية أطلقت صواريخ صنعت في كوريا الشمالية قبل عقود على مواقع روسية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن القوات التي تقوم بتشغيل راجمات صواريخ تعود للحقبة السوفياتية بالقرب من مدينة باخموت، قولها إن القذائف «صودرت» من إحدى السفن ونقلت إلى أوكرانيا، وغالبا لا تنطلق، وإذا انطلقت فهي لا تنفجر. لكن وزارة الدفاع الأوكرانية أشارت إلى أن الأسلحة تم الاستيلاء عليها من الروس.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن الجنود الأميركيين المنتشرين في أوكرانيا لا يشاركون في القتال، ولا يدعمون العمليات العسكرية، موضحاً أنهم يحمون السفارة بكييف، ويعملون في جهاز الملحق العسكري على مراقبة توريدات المساعدات العسكرية.
إلى ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، موسكو إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول، ووقف «السلوك غير المسؤول»، وذلك عند سؤاله عن الهجمات الروسية على طائرة أميركية مسيّرة في سورية.
وقال الجيش الأميركي إن طائرة مسيّرة من طراز إم. كيو-9 تعرّضت لأضرار «بالغة» عندما أصيبت بمقذوف ناري من طائرة مقاتلة روسية في أثناء تحليقها فوق سورية الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأميركية في المنطقة.