الوضع في البلد سمبوسة
مع اشتداد الحرب السياسية المعلنة بين من كانوا في السلطة وخرجوا منها، وبين من خرجوا وها هم يعودون، يطرح السؤال بصوت الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، إلى أين؟ هذه المعركة التي طال أمدها استهلكت الأخضر واليابس، وكلفتنا تراجعات على جميع الصعد، لعل أبرزها الرياضي، والفرحون بإنجازات الأسبوعين الأخرين مثل مفوضية الانتخابات والإسكان وغيرهما من المواضيع يريدون بيع الوهم للمواطنين لأنها إنجازات مازالت على الورق، وتحتاج إلى جهاز تنفيذي قوي لتكملتها، حتى إن أُنجزت فإنها الجزء الأبسط، والتهليل لها نوع فاخر من أنواع الكذب على الذقون، عن نفسي لن أشارك فيه.
مازالت المواضيع الأهم مخبأة في مكان ما، ومن الواضح أن السلطة الحالية بشقيها التنفيذي والتشريعي غير قادرة على اكتشافها والمضي بها للأمام.
أتحدث عن تنويع مصادر الدخل وتنمية الموارد غير النفطية، وأحاول أن أتخيل أن نواباً مازالوا يشرعون للشعوذة والأوشام قادرين على مواكبة تشريعات تطوير الاقتصاد وتطوير البنية التحية، ومنها الجزر لكي تكون جاهزة للمشاريع السياحية، مما يخلق فرصاً لمشاريع جديدة صغيرة ومتوسطة ويخلق فرص عمل جديدة.
صديق مخضرم من القطاع الخاص يروي لي أنه أراد دعوة سيدة عربية في الخمسين من عمرها تعمل في القطاع الخاص في بلد عربي، فاشترطت الجهات المعنية لدينا بأن تحضر شهادة طبية معتمدة من سفارة الكويت في بلدها بأنها غير حامل!
لن أزيد في هذا الإطار، ولن أسلط الضوء أكثر على عقلية «كتابنا وكتابكم» لأن الجميع يعلمها، وهي العقليات المتخلفة التي تم تعيينها في السنوات الأخيرة على أيدي الجماعتين لمجرد الولاء الشخصي لأي منهما.
حقيقة الأمر أن البلد يمشي على البركة، والجماعة ربطوا مصيره بأسعار النفط والغاز، فإن ارتفعت تنفسنا الصعداء، وإن انخفضت وضعنا أيدينا على قلوبنا، والله يخلي الحرب الروسية الأوكرانية التي لولاها لانخفض سعر النفط والغاز لدرجة خربت بيوتنا.
في الختام، نحمد الله على حسابات وهمية تدار من طرفي النزاع مازالت تسلينا بأخبارها الطريفة، والمشكلة أن جزءاً منها يمول من المال العام.... صحيح الوضع في البلد سمبوسة!
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.