قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة د. أنس الحجي، إنه على دول الخليج، في ظل التضليل الإعلامي الحالي، ألا تلتقط «طُعم» التحول الطاقي، ومن ثم تقوم بزيادة استثمارات النفط والغاز.
وأوضح الحجي، في حلقة متلفزة على موقع التواصل الاجتماعي «X» (تويتر سابقاً) قدَّمها بعنوان «مستقبل الطاقة بين الواقع والأحلام والتضليل الإعلامي»، أن الإمارات أعلنت أنها، بالنسبة للتحول الطاقي، ستخفض انبعاثات الكربون من 31 إلى 40 في المئة.
ولفت إلى أن الإشكالية الآن أن دول الخليج عليها ألا تبتلع طُعم التحول الطاقي، لأن الطلب على النفط والغاز سيكون كبيراً في المستقبل، بالتالي ستكون هناك حاجة كبيرة إلى استثمارات.
وأضاف: «الحديث عن الاستثمارات ونقصها صحيح وغير صحيح في الوقت نفسه، فهو صحيح من ناحية أن هناك زيادة في الإنتاجية وتحسناً في التقنيات، ومن ثم يمكن الحصول على إنتاج أكثر من الهيدروكربونات، بالنسبة لكل دولار يجري استثماره».
وأشار إلى أنه ما زال هناك نقص كبير في الاستثمارات لمقابلة الطلب على النفط والغاز عالمياً، خصوصاً أن الطلب العالمي على الغاز سيزيد، لأنه الخيار الأمثل من الناحية البيئية، مع فشل بعض سياسات التغير المناخي، وهو ما يجب أن تنتبه إليه دول الخليج.
ونوه الحجي إلى أن هناك محاربة شديدة للاستثمار في شركات النفط، ومن ثم سيكون الاستثمار مركزاً في بعض المناطق، لكنه لا يكفي في كل الحالات، وستكون هناك حاجة إلى استثمارات من جانب دول الخليج قبل حصول الكارثة ونقص الإمدادات العالمية.
وقال: «لو نظرنا إلى الشتاء الماضي، فسنجد أن كل الإحصاءات من أوروبا تشير إلى ما يلي - وأرجو الانتباه إلى كلماتي، حتى لا تُفسر بصورة خاطئة: عدد الذين ماتوا في أوروبا بالشتاء الماضي بسبب نقص الإمدادات والعجز في الطاقة أكبر من عدد الأوروبيين الذين ماتوا بسبب كورونا، وأكثر من عدد الأوكرانيين الذين ماتوا في الحرب بأوكرانيا في الشتاء نفسه بسبب أزمة الطاقة». وتابع: «لدينا مشكلة كبيرة، الذين يقولون إن الناس ستموت بأعداد ضخمة بسبب التغير المناخي، نعم سنأخذ بكلامكم وهو صحيح جداً، لكن عند مطالبتهم بتاريخ لموعد تفاقم أزمة المناخ يقولون 2060 و2070 و2080، رغم أن أزمة الطاقة تحدث الآن، ويموت الناس بسببها قبل أن يضرب التغير المناخي».
وأوضح الحجي أن الأخبار المتعلقة بالسيارات الكهربائية تشير إلى ضعف الطلب عليها عالمياً، وأن هناك تكدساً للسيارات بصفة كبيرة في الولايات المتحدة والصين وأوروبا.
وقال إن شركة فولكس فاغن نفسها قررت تخفيض الإنتاج، لعدم ملاءمة المعروض للطلب، لماذا؟ الحقيقة أن هناك حوافز كثيرة، ومع ذلك هناك أكثر من 150 شركة تصنع السيارات الكهربائية، ولا واحدة منها تحقق أي أرباح على الإطلاق دون مساعدة حكومية.
وتابع: «حتى (تسلا) القوانين هي التي تمكّنها في الوقت الحالي من تحقيق الأرباح، لكن الشركات الأخرى كلها خاسرة، والجميع يعلم ما حدث لأسهم شركتي نيو الصينية ولوسن، اللتين انخفضت أسهمهما من 50 إلى 85 في المئة».
وبيَّن أن التقارير كلها تشير حالياً إلى احتمال إفلاس عدد كبير من الشركات، وحالات دمج كبيرة حول العالم، رغم أنهم قالوا إنها صناعة المستقبل، لكن بالنظر إلى تاريخ السيارات التقليدية، نجد الظاهرة نفسها تقريباً بين عامي 1900 و1940، مع ظهور عدد ضخم من الشركات بدأ بعضها يخسر، ثم بدأت عمليات الدمج.
واختتم الحجي: «وجدنا في الولايات المتحدة، مثلاً، 3 شركات فقط استطاعت مواصلة العمل، وهذا هو ما يبدو أنه سيحدث في شركات السيارات الكهربائية، لكن خلاصة القول هنا إن كل ما قيل ويُقال الآن عن المستقبل، مشكوك فيه».