روبرت إف كينيدي الابن يسير على خطى ترامب
أعرب روبرت إف كينيدي الابن، أحدث الشخصيات المفضلة لدى المناهضين للرقابة على اليمين واليسار، عن قلقه قبل أيام عن أن وسائل الإعلام الأميركية الرئيسة قد عاملته - على حد افتراضه - بازدراء وتبكيت «أكثر» مما فعلت لدونالد ترامب.
وأدلى المنافس الرئاسي «الديموقراطي» بتعليقاته في ظهور (في أي مكان آخر؟) على فوكس، متحدثاً مع ماريا بارتيرومو يوم الأحد قبل الماضي في برنامج «مورنينغ فيوتشرز».
قال: «لقد تعرضت للانتقاد حقاً، كما تعلمون، بطريقة أعتقد أنها غير مسبوقة، وأعني، اسمع، إذا صدقتُ الأشياء التي كُتبت عني في الصحف وأُبلغت عنها في المواقع الإخبارية الرئيسة، فلن أُصوت لي بالتأكيد، كنت اعتقدت أنني شخص حقير جداً».
ولكن هناك شيء واحد لا يبدو أن كينيدي، الذي تعرض لانتقادات في الآونة الأخيرة بسبب التصريحات التي أدلى بها في كوفيد والفيروسات الأخرى التي يفترض أنها تستهدف مختلف الأعراق، يحصل عليه. إن استجابة المؤسسات الإخبارية الوطنية لحملته ليست أسوأ من معاملة دونالد ترامب من هؤلاء الصحافيين أنفسهم، إنها مجرد تقدم منطقي لاستجابتهم لفوزه عام 2016.
أي شخص ينتبه إلى القليل من الانعكاس الذاتي الذي تستطيع وسائل الإعلام الإخبارية الأميركية القيام به سيخبرك أن الشبكات الإخبارية كانت الخاسر الأكبر، من حيث السمعة، في عام 2016، ومن المفترض أن معظم النقد السلبي كان من نصيب شبكة «سي إن إن» ذات الميول الوسطية، حيث كان خيار الشبكة الشهير حالياً بتغطية حملة ترامب باهتمام بالغ أكثر من أي مرشح في كلا الحزبين قراراً تجارياً أو سياسياً، محل نقدٍ شديد بعد فوز ترامب.
انتقد التقدميون على وجه الخصوص عدم قدرة حملة بيرني ساندرز على الحصول على الإعلانات نفسها غير المدفوعة التي تلقتها حملة ترامب بشكل أساسي، حيث بثت الشبكات أجزاء طويلة من خطاباته من دون تعليق.
بالانتقال سريعاً إلى عام 2023، نحن على بعد عام واحد من الانتخابات، بعد عامين من النهاية المذهلة لرئاسة ترامب التي ألقى الكثيرون باللوم فيها على وسائل الإعلام في المقام الأول، هؤلاء النقاد أنفسهم الذين ألقوا باللوم على الصحافيين لعدم قدرتهم على البحث بفعالية في كلمات دونالد ترامب وأفعاله وخلفيته قد رسموا خطاً مباشراً بداية من تلك الإخفاقات وصولاً إلى هجوم 6 يناير على الكابيتول، والذي يُنظر إليه على أنه خاتمة حتمية لرئاسة يقودها رجل لم يُجبر أبداً على مواجهة الواقع، حتى في أعقاب هزيمته.
وإن الرد على روبرت فيرنانديز كينيدي يبدو أكثر منطقية الآن، ورد الفعل العاطفي من جانب المنصات الإخبارية الرئيسة هو تجنب كل تغطية لحملة كينيدي، بالنظر إلى مقدار الوقت والموارد اللازمة للتحقق من كل سوء فهم ومؤامرة يخدمها والخوف من أن تسليط الضوء على حملته إعلامياً لن يفضي إلا لنتائج عكسية، ويدرك الكثيرون خطر السماح لرجل تعهد باستخدام سلطة الحكومة الفدرالية للتأثير على محتوى المجلات الطبية المنشورة بشكل خاص بتولي منصبه، لكن قلة من الصحافيين يعتقدون أنهم وجدوا طريقة لمواجهة الهراء والأكاذيب بشكل فعال، وحتى عدد أقل من المنظمات لديها الشجاعة الكافية لدعمها أو المخاطرة.
وأدى هذا بالطبع إلى فتح الباب أمام مصادر الأخبار غير التقليدية، بودكاست جو روغان وغيرها من منصات وسائل الإعلام الشعبية على نطاق واسع بين جيل الألفية، لسد الفجوة، كما أدى ذلك إلى تسريع عملية بدأت فعلاً وهي تفريغ جمهور الشبكات الإخبارية التقليدية من كبار السن.
إذا أرادت وسائل الإعلام الرئيسة الحفاظ على الهيمنة التي تمتعت بها لفترة طويلة واستمرت في كونها سلطة قادرة على تصفية المعلومات المضللة، فيجب على المنصات الإخبارية والمراسلين الأفراد مواجهة محترفي المعلومات المضللة مثل روبرت أف كينيدي الابن، وإن التهرب من دائرة الاهتمام لن يؤدي إلا إلى تسليطها على مكان آخر.
* جون بودين