ممثل الأمير: الشرق الأخضر نقطة تحول في العمل المناخي
• «الكويت تؤكد التزامها بالقرارات الخليجية والإقليمية والدولية المعنية بالبيئة وتبدأ تنفيذ عدد من المشاريع»
• «نجدد سعينا لزيادة المسطحات الخضراء من خلال التشجير... وندعم جهود السعودية بالكامل»
ألقى ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أمس، كلمة دولة الكويت في مؤتمر قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الذي عقد في شرم الشيخ على هامش قمة المناخ «كوب 27»، أكد فيها التزام الكويت بالقرارات والمبادرات الخليجية والإقليمية والدولية المعنية بالبيئة ومعايير التعاون مع الأمم المتحدة في تنفيذ مشاريعها البيئية، وقد باشرت بعدة مشاريع بيئية بينها مشروع الوقود البيئي ومصفاة الزور العالمية ومشروع مناولة الكبريت ومشروع خط الغاز الخامس. وفيما يلي نص الكلمة:
«يسرني - في البداية - أن أنقل لكم تحيات أمير دولة الكويت سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وتمنيات سموه لكم بالتوفيق والنجاح للوصول إلى الأهداف المنشودة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر بنسختيها: الأولى والثانية.
ويشرفني في مستهل كلمتي أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى حكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة لما لمسناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد المميز للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ.
ممثل الأمير: مبادرة بن سلمان تحقق الكثير من التطلعات البيئية على المستويين الإقليمي والدولي
كما أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على إطلاقها النسخة الثانية من قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تزامناً مع انعقاد مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، حيث تعتبر هذه المبادرة نقطة تحول هامة لمنطقة الشرق الأوسط في العمل المناخي وأساساً للتعاون الإقليمي في مكافحة آثار تغير المناخ، وهو ما يعبر عن الرغبة الصادقة لدولنا الإقليمية في تنفيذ بنود اتفاق باريس للمناخ وتحقيق أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة 2030.
إن دولة الكويت تؤكد التزامها بالقرارات والمبادرات الخليجية والإقليمية والدولية المعنية بالبيئة، فقد تضمنت رؤية «كويت جديدة 2035» ركيزة أساسية محورها بيئة معيشية مستدامة تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستدامة البيئية والإيفاء بتعهداتها البيئية أمام المجتمع الدولي... كما أن دولة الكويت ملتزمة بكافة معايير التعاون مع الأمم المتحدة في تنفيذ مشاريعها البيئية المخصصة لها.
وفي هذا الصدد، فقد شرعت دولة الكويت في تنفيذ عدد من المشاريع مثل: مشروع الوقود البيئي ومصفاة الزور العالمية ومشروع مناولة الكبريت ومشروع خط الغاز الخامس.
لا شك أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بإشراف أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تحقق الكثير من التطلعات البيئية على المستويين الإقليمي والدولي من خلال العمل برؤية موحدة فضلاً عن الفوائد المرجوة منها على المستوى الوطني.
ومن هذا المكان تجدد دولة الكويت تأكيدها على سعيها الدؤوب للقيام بمشاريع واعدة من خلال هذه المبادرة لزيادة المسطحات الخضراء من خلال التشجير وزيادة الغطاء النباتي وإقامة المحميات الطبيعية والاهتمام بالسياحة البيئية للمساهمة في الوصول إلى الحياد الكربوني خلال منتصف القرن الحالي، مما سيتوج بأثر إيجابي في مجال البيئة وخلق فرص اقتصادية ضخمة تعود بالنفع على الأجيال القادمة وفتح آفاق جديدة لمستقبل أخضر مستدام.
كما تجدد دولة الكويت دعمها الكامل لجهود شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية والتزامها بما يتفق عليه في ضوء إمكانياتها ومواردها ولن تدخر جهداً أو دعماً أو امتثالاً لتحقيق التوصيات التي تتوصل إليها هذه المبادرة بكافة نسخها.
وختاماً، أكرر شكري لجميع القائمين على عقد أعمال هذه القمة، داعياً المولى العلي القدير أن يهيئ لنا سبل الرشاد لتحقيق ما نتطلع إليه جميعاً من خير وتقدم وازدهار لدولتنا والدول الشقيقة والصديقة».
بن سلمان
ودشن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في شرم الشيخ أمس، النسخة الثانية من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقت في السعودية العام الماضي، وتنطلق النسخة الثانية من المبادرة بالشراكة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومشاركة واسعة من كبار قادة العالم، بما فيهم قادة وممثلو حكومات مجلس دول التعاون الخليجي.
بن سلمان: خصصنا 2.5 مليار دولار لـ «المبادرة الخضراء» ونصل للحياد الكربوني في 2050
ولي العهد السعودي أعلن في افتتاح القمة، عن استضافة المملكة لمقر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والإسهام بـ 2.5 مليار دولار دعما لمشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة التابعة لها للعشر سنوات المقبلة، وكشف عن تخطيط صندوق الاستثمارات العامة السعودي للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ليكون من أوائل الصناديق السيادية في العالم، وأول صناديق المنطقة التي تصل إلى الحياد الكربوني بحلول ذلك العام، مما يعزز جهود الصندوق لمواجهة تحديات المناخ.
وأشار بن سلمان إلى أن المبادرة تسعى لتنسيق الجهود بين دول المنطقة لخفض الانبعاثات بأكثر 670 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية التي تمثل الاسهامات الوطنية من جميع دول المنطقة، كما تمثل 10 بالمئة من الاسهامات العالمية، بالإضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة في السعودية، وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار لـ 12 ضعفاً، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، مخفضة بذلك 2.5 بالمئة من الانبعاثات العالمية.
وشدد على أن المملكة تسعى لإيجاد حلول من أجل توفير أنظمة طاقة أكثر استدامة، من خلال السعي لكي تمثل الطاقة المتجددة 50 بالمئة من استهلاك المملكة في 2030. وأضاف: «نأمل أن تحقق القمة مستخرجات تؤسس لمستقبل مشرق».
وكان ولي العهد السعودي قد عبر عن سعادته باستضافة منتجع شرم الشيخ المصري لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في نسختها الثانية، ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء يومي الجمعة والسبت المقبلين.
السيسي
بدوره قال الرئيس السيسي، إن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر فرصة ممتازة لتعزيز التعاون بين أعضائها من دول المنطقة، بهدف حشد المزيد من الاستثمارات وتوفير آليات جديدة للتمويل المبتكر لدعم المشروعات التي تقوم بها دول المنطقة لمواجهة تغير المناخ بالتنسيق مع مؤسسات التمويل العربية والإقليمية، وأن المبادرة تمثل إطاراً مناسباً لتعزيز التعاون التقني، وربط مراكز الأبحاث في الدول الأعضاء لتحقيق التكامل بين البرامج البحثية والتطبيقية المتعلقة بتكنولوجيا تغير مواجهة المناخ.
وقال الرئيس المصري، إن بلاده استطاعت إنجاز خطوات واسعة في إطار التحول نحو الطاقة المتجددة سواء في مجالات الطاقة الشمسية أو الرياح أو الهيدروجين، وأن الدولة المصرية تدشن مشروعات طموحة في مجال النقل النظيف، واستطاعت تحقيق خطوات ملموسة في الإدارة المستدامة للموارد المائية المحدثة وفق اتفاق باريس، للتكيف في قطاعات الزراعة وحماية المناطق الساحلية والتنمية الحضارية المستدامة.
السيسي: الدول العربية جادة بمواجهة تغير المناخ والتحول للطاقة المتجددة ومصر حققت إنجازات في «النقل النظيف»
وتابع: «مثلما هو الأمر في مصر، تقوم سائر الدول العربية ببذل جهود مشابهة في هذا الإطار»، داعيا لطرح أفكار مبتكرة ومقترحات بناءة تساهم في تعزيز عمل المناخ في دول المنطقة، في سياق مبدأ التنفيذ الذي نجتمع في إطاره، وشدد على أن العدد الكبير من الدول التي انضمت إلى مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، هو دليل على الجدية التي توليها الدول العربية لجهود مواجهة تغير المناخ والتحول نحو الطاقة المتجددة، أو على صعيد اتخذا خطوات فعالة للتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.