قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، اليوم، إن موسكو بحاجة إلى معرفة الغرض من محادثات التي يجري التخطيط لعقدها في مدينة جدة السعودية بشأن الحرب في أوكرانيا، ومن المرجح أن تضم 30 دولة ليس بينها روسيا.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الاجتماع سيكون النسخة الثانية عن محادثات جرت في الدنمارك، مضيفة أن الدول الغربية تأمل في أن يفضي اللقاء إلى دعم دولي لشروط سلام تصبّ في مصلحة أوكرانيا.
وأكد مكتب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي أن اجتماع جدة سيركز على تطبيق «صيغة السلام» التي طرحها زيلينسكي لحل النزاع، والتي تتمحور حول ضرورة انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.
في سياق متصل، حذّر «الكرملين» من أن المفاوضات الخاصة بالضمانات الأمنية الغربية المحتملة في المستقبل بالنسبة لأوكرانيا، قد تؤدي الى تدهور الوضع الأمني في أوروبا.
ومن المقرر أن تبدأ كييف محادثات مع واشنطن خلال الأيام المقبلة من أجل الحصول على ضمانات أمنية، ستكون سارية في الوقت الذي لا يزال انضمامها لحلف شمال الأطلسي (ناتو) معلّقا.
وقال رئيس مكتب زيلينسكي إن الهدف من المحادثات هو الحصول على التزامات ملموسة وطويلة الأجل من الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في الحرب ضد روسيا، ومنع أي عدوان روسي مستقبلي.
وفي محاولة لردع كييف عن استهداف العمق الروسي، أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو، اليوم، أن الضربات على المنشآت العسكرية الأوكرانية «ازدادت بشدة»، في وقت تعمل موسكو على إنشاء مراكز تدريب قتالية في بيلاروسيا.
وقال شويغو، خلال اجتماعه بقادة الجيش، «على خلفية فشل الهجوم المضاد المزعوم، ركزت كييف على تنفيذ هجمات إرهابية على منشآت مدنية»، مضيفاً أن «كثافة ضرباتنا على المنشآت العسكرية الأوكرانية بما فيها المنشآت التي تدعم هذه الأعمال الإرهابية، ازدادت بشدة».
في المقابل، استهدف هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة مركزاً للشرطة الروسية في منطقة بريانسك الحدودية ليل الأحد - الاثنين، وذلك بعد يوم من هجومَين مماثلين على موسكو وشبه جزيرة القرم.
إلى ذلك، أعلن مدير القسم الثاني لدول رابطة الدول المستقلة في وزارة الخارجية الروسية، أليكسي بوليشيوك، أنه في الوقت الحالي تتم عملية مصادقة على اتفاق روسي - بيلاروسي حول إنشاء مراكز التدريب القتالي للعسكريين من جميع أنواع القوات.
وأشار المتحدث إلى أن ذلك يأتي في سياق تنفيذ خطط الفعاليات المشتركة لضمان الأمن العسكري لدولة الاتحاد، مشيرا إلى أن هناك مجموعة قوات مشتركة إقليمية، وتجري على أراضي البلدين مناورات عسكرية مشتركة واسعة.
وأفاد تقييم لوزارة الدفاع البريطانية بأن السلطات الروسية تعطي الأولوية لتعديل التشريعات، بغرض السماح بتجنيد المزيد من الأفراد في الجيش سريعاً.
وذكرت أنه في منتصف يوليو الماضي رفع مجلس الدوما (مجلس النواب) الحد الأقصى لسن مسؤولية التجنيد الإجباري، من 27 عاما إلى 30، مع الإبقاء على الحد الأدنى الحالي عند 18 عاما.
وفي حين أن المجندين غير منتشرين بأوكرانيا في الوقت الحالي، فإن المجندين الإضافيين يحررون الجنود المحترفين الذين تمت تعبئتهم، من مهام أخرى يقومون بها داخل روسيا.
وأشار التقييم إلى أن الرئيس بوتين وقّع في 24 يوليو الماضي مشروع قانون من شأنه أن يزيد الحد الأقصى للسن، تدريجيا، بالنسبة لأولئك المؤهلين للاستدعاء كجنود احتياطيين، حيث يمكن في الوقت الحالي تعبئة الأفراد حتى سن 70 عاما.
وأفاد التقييم بالدمج بين الفرص المتزايدة للاضطرار إلى القتال، والهجمات بطائرات مسيّرة على موسكو، والمستوى الاستثنائي من القمع المحلي، والتمرد الأخير لجماعة فاغنر، من أجل تسليط الضوء على فشل الدولة الروسية في عزل السكان عن الحرب.