حالة من الاستياء الشديد تسود صفوف الجيش الإسرائيلي جراء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن تبين أنه المسؤول بنفسه عن نشر تسريبات أمنية حساسة، تم تداولها في اجتماعات أمنية مغلقة، وأضر نشرها بالأمن القومي الإسرائيلي، حسبما كشف مصدر مطلع لـ «الجريدة».

وأفاد المصدر بأن نتنياهو اتهم الجميع بتسريب معلومات تتعلق بخطط عسكرية للجيش وأنواع من الأسلحة والعتاد، وتحضيرات لإزالة خيمتين نصبهما «حزب الله» على الحدود، ليتبين بعد ذلك أنه هو ومساعديه من سربوا تلك المعلومات.

Ad

وأشار إلى أن نتائج تحقيق أجراه الجيش في صفوفه أظهرت أن أياً من القادة العسكريين والأمنيين المشاركين في الاجتماعات أو الضباط الذين يشاركون في النقاشات التي تسبق الجلسات، لم يسرب أي معلومة، وأن التسريبات تمت من نتنياهو ومساعديه.

وأوضح أن تلك التسريبات أجبرت الجيش على إلغاء عمليات مقررة وإرجاء أخرى في الضفة الغربية وعلى الحدود مع لبنان، مضيفاً أن انتشار التسريبات في خضم النقاش حول التعديلات القضائية ساعد على صرف بعض النقاشات العامة حول القانون المثير للجدل وتحوّل جزء منها باتجاه قضايا أمنية، مرجحاً أن يكون هذا هو هدف نتنياهو الرئيسي من التسريب.

ونقل المصدر عن ضابط كبير في الجيش قوله إن التسريبات مست بشكل كبير بالأمن القومي الإسرائيلي وأدت في بعض الأحيان للكشف عن أمور وأسلحة حساسة وسرية وطرق عمل لا يجوز الإعلان عنها وتعتبر من أسرار الدولة.

وتم تداول المعلومات التي جرى تسريبها في جلسات أمنية شارك فيها نتنياهو ومستشار الأمن القومي ووزير الشؤون الاستراتيجية ووزير الدفاع إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية الأخرى. وكان قائد أركان الجيش هارتسي هاليفي عبر عن استيائه من هذه التسريبات، حسب ما نقلت عنه الصحافة الإسرائيلية دون أن يسمي نتنياهو، مؤكداً أن المعلومات المنشورة تمس بأمن إسرائيل وتكشف أسراراً عسكرية.