تعد الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام الأمني في وزارة الداخلية واحدة من أهم الإدارات العامة في الوزارة، وتعتبر الناطق الرسمي لها، ولها اتصال مباشر مع وسائل الإعلام المحلية المختلفة، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة.
وفي وسط هذا الكم الكبير من وسائل الإعلام والتزاحم الشديد في الفضاء الإعلامي، والذي يستوجب من هذه الإدارة الحساسة تطوير نفسها وقدراتها والتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة بشكل سريع وفعال، ومن دون أي تمييز بين هذه الجهات، فإن واقع الحال في إدارة الإعلام الأمني يكشف أن الكيل بمكيالين هو شعار العمل في هذه الإدارة الحساسة، والتفرقة الواضحة بين وسائل الإعلام، وتفضيل وسيلة على أخرى لأسباب مجهولة وتبريرات غير منطقية، مما دفع بوسائل إعلامية إلى اتخاذ خط مغاير لخط هذه الإدارة التي باتت تتعامل بفوقية واستعلاء على بعض الوسائل الإعلامية، وعدم منحها الأخبار والمعلومات والتسهيلات، وفي المقابل تمنحها إلى وسائل أخرى باتت محسوبة على «الإعلام الأمني».
النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ طلال الخالد، شدد في أكثر من مناسبة على أهمية شفافية التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بشكل عام، وشفافية نقل الأخبار المتعلقة بالجانب الأمني بشكل خاص، إلا أننا، من خلال متابعتنا الميدانية، نرى أن إدارة الإعلام الأمني ضربت بتوجيهات الوزير الخالد عرض الحائط، وأخذت تدير الإعلام من وجهة نظرها هي فقط، ومن دون أي مهنية أو مراعاة لوسائل الإعلام المحلية المختلفة.
أخيرا وليس آخرا، فإن ما تقدّم ما هو إلا «غيض من فيض» لبعض تصرفات إدارة الإعلام الأمني وطريقة تعاملها مع وسائل الإعلام.