المرأة الكويتية سطرت بطولات تاريخية في مجابهة الغزو
• شاركت بالعمليات العسكرية للمقاومة... و92 امرأة ارتقين مع الشهداء
لا ينسى التاريخ الدور المهم والفاعل للمرأة الكويتية في التصدي للمحتل العراقي، الذي تسلل في فجر الثاني من أغسطس عام 1990، وصمودها بوجهه حتى نيلها الشهادة، وهي أعلى درجات التضحية في سبيل الوطن.
فما إن وقع الغزو العراقي للكويت حتى سجلت المرأة الكويتية ملحمة تاريخية في الذود عن تراب الوطن ومقاومة المحتل، وصولاً إلى تحرير البلاد من رجسه.
وتتزاحم أمثلة البطولات والتضحيات التي قدّمتها أخت الرجال وتصديها بكل بسالة لغدر الجار، لتبقى ماثلة في ذاكرة الكويتيين ووجدانهم.
وفي تصريحات لـ «كونا»، قالت والدة الشهيدة سعاد الحسن، إن ابنتها سطرت بطولات كثيرة أثناء محنة الغزو الغاشم، رغم أنها كانت في الـ 19 من العمر حينئذ، إذ وقفت في وجه العدو دفاعا عن الوطن الغالي.
وأوضحت أن الشهيدة الحسن انضمت إلى صفوف المقاومة منذ اللحظات الأولى للغزو، وكانت صديقة للشهيدتين أسرار القبندي ووفاء العامر، واشتركن معاً في مساعدة المقاومة، إذ «كانت تعمل على تفخيخ السيارات وتفجيرها مع الشهيدة العامر، وتنقل الأسلحة إلى عناصر المقاومة».
وأفادت بأن ابنتها «كانت تشارك في كل المواقف والبطولات ضد المحتل.. فمثلاً في فندق الشيراتون وفي منطقة كيفان، كانت تضع مواد سامة في الطعام وتقوم بتوزيعه على أفراد الجيش العراقي المحتل، كما كانت تقوم بإيصال المال إلى المقاومة الكويتية».
ولفتت إلى أن ابنتها أُسرت في شهر يناير، لتستشهد قبل تحرير البلاد الذي تحقق في فبراير 1991 بنحو 20 يوماً.
الكفاح للتحرير
من جانبها، قالت شقيقة الشهيدة وفاء العامر لـ «كونا»، إن شقيقتها التي كانت تبلغ آنذاك 23 عاما «سجلت بطولات كثيرة»، مبينة أن نبأ احتلال الكويت شكّل فاجعة كبيرة لها، ولم تتقبل ذلك أبداً، وخططت لتكون جزءاً من المقاومة، وفعلاً خاضت الكفاح المسلح حباً في الكويت.
وأضافت أن الشهيدة العامر انضمت في البداية إلى مجموعة من الشباب الكويتيين (قوة 25 فبراير)، إذ اضطلعت في البداية بعملية نقل الأخبار والمنشورات وما يحتاجه أفراد المجموعة من مواد للتفجير «وبسبب جرأتها تم تكليفها برئاسة خلية من شباب المقاومة».
وأفادت بأن شهيدة الوطن «قامت بتفجير في منطقة الحساوي التي كانت تسكنها قوات الاحتلال، ثم تفجير مطعم في منطقة الصليبيخات تتمركز عنده القوات العراقية، وكذلك تفجير الدور الـ 12 في فندق الهيلتون، حيث كانت تتمركز فيه قوات الاحتلال».
واستطردت أن شقيقتها «كانت سعيدة بتلك العمليات، لكن بعدها تم اعتقال الشهيدة سعاد الحسن والتعرّف على وفاء العامر واعتقالها في شهر يناير لمدة 20 يوماً، ليتم إعدامها في شهر فبراير قبل التحرير بأسبوعين، لترتقي شهيدة إلى بارئها بإذن الله».
وبيّنت أنه تم إعدام شقيقتها «شنقاً مع آثار للتعذيب على جسدها والوجه، وألقي بجثمانها الطاهر أمام منزلها الكائن في منطقة العديلية».
وأعربت عن فخرها بشهادتها في سبيل الوطن، وسعادتها بأنه على مدى هذه الأعوام ما زالت الناس تستذكر الشهيدة وفاء العامر وبطولاتها، والتي لولاها وبطولات وبصمات ودماء أبناء الوطن لما تحرّرت الكويت».
من جهتها، قالت أستاذة العلوم السياسية د. هيلة المكيمي، لـ «كونا»، إن المرأة الكويتية أدت خلال الغزو العراقي دوراً فاعلاً، إذ شاركت في المقاومة بكل صورها، بدءاً من الصمود إلى العصيان المدني وتقديم الشهادة، وكانت في كل أدوارها الأم والأخت والابنة المساندة للرجل.
وأضافت المكيمي أن المرأة الكويتية قدّمت أجمل صور التضحية التي تمثّلت في كوكبة من الشهيدات نتذكرهن حتى اليوم، مثل أسرار القبندي وسعاد الحسن وسميرة معرفي وغيرهن لتأكيد رفض المجتمع الكويتي الغزو، والإخلاص لوطنه.
يُذكر أن عدد الشهداء خلال فترة الغزو العراقي بلغ 968 شهيداً وشهيدة بواقع 876 من الرجال و92 من النساء ومن 14 جنسية مختلفة على رأسها الكويت، إضافة إلى المقيمين بصورة غير قانونية.