شوشرة: بلا قيمة
القيمة في نفس المرء هي إدراكه الشخصي لذاته ونواته التي يفترض أن تكون هي الجزء الرئيس لأخلاقياته في كل نواحي الحياة، ولكن هناك من تخلى عن قيمته وقيمه وباعهما بأبخس الأثمان ليصبح بلا كرامة ولا مبدأ، وهذه الحالة الشاذة أصبحت تشكل ظاهرة لدى الذين يتباهون بوقاحتهم الخارجة عن المألوف، لأنهم خرجوا من بيئة هدفها التعدي على حقوق الآخرين واعتادت أن تكون مخرجاتها مجرد «كلام مأخوذ خيره».
وما نشهده اليوم من بعض الأساليب القذرة لهؤلاء في مختلف نواحي الحياة أصبح هاجساً مقلقاً، لأنهم ينشطون في بثّ سمومهم على الأبرياء، إرضاء لنزواتهم وشهواتهم وتوجهاتهم التي يرسمها لهم غيرهم، ويمارسون بها الأدوار المطلوبة منهم.
وما نشهده من بعض هؤلاء يكشف مدى الوضع السيئ الذي وصلوا إليه، وما سيتبعه من أمور أخرى أكثر سوءاً ما لم يُتصدُ لهم ويحاسبَوا على سعيهم في بث الفتن، وخلط الأوراق، وإدخال من يجهلون حقيقتهم في دوامة يصعب الخروج منها، وإيهامهم بمحتواهم المزيف الذي لا يكشفه إلا العقلاء.
هؤلاء لا يخجلون من أفعالهم، بل يتفاخرون أمام الملأ بالوصول الى ما لم يصل إليه الآخرون، حتى لو تخلوا عن كل شيء ونزلوا إلى المستنقع إذا تطلب الأمر، وبالتالي فإن هذا الأمر يحتاج الى فلترتهم حتى لا يتمددوا ويصبحوا ظاهرة تنقل عدواها إلى الأبرياء الذين يتأثرون سريعا بها.
وعلى المختصين أن يركزوا على هذه القضايا المجتمعية لتوعية الناس بخطورة مثل هذه الأمور الخارجة عن المألوف، حتى لا يفقد البعض قيمته ويجد نفسه أمام مفترق طرق تؤدي جميعها إلى المستنقع الذي يجمع المتردية والنطيحة، وبالتالي فإن المطلوب حملة تطهير شاملة للقضاء على الفيروسات الضارة والملوثات والطفيليات والأوبئة التي تنشر وباء بيع الأخلاق والقيم والكرامات، وتمادوا حتى وصلوا إلى استغلال الأطفال لتنفيذ مآربهم ودسائسهم القذرة، فالجبناء لا يواجهون إنما يدسون رأسهم في التراب، وعندما تسقط الكرامات تسقط معها كل الأشياء، علماً أن نهايتهم محسومة ورجولتهم مخلوعة.
آخر السطر:
كما تدين تدان، والوضيع سيجد نفسه في مكانه الصحيح، ومن يختبئ خلف الستار ستكشفه شمس الحقيقة، وسيعرى أمام الملأ، إنها مجرد أيام، والقادم أعظم وأمرّ.