لوفليشر: دفاعنا عن الكويت خلق روابط تتجاوز صداقة الدول
• السفيرة الفرنسية: صداقتنا تجاوزت الغزو... وتحالف حرب التحرير لم يأتِ من فراغ
أعربت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر عن التضامن العميق مع الشعب الكويتي والاعتراف بالألم والمعاناة والخسارة التي عانى منها خلال الغزو.
وفي تصريحات مصورة نشرتها على حسابها في موقع «أكس»، المعروف سابقاً بـ «تويتر»، أكدت لوفليشر أنه «عندما غزا العراق الكويت في أغسطس 1990، دانت فرنسا، إلى جانب المجتمع الدولي، العدوان وطالبت بانسحاب العراق من الكويت».
وأضافت: «شاركت فرنسا بنشاط في الجهود الدبلوماسية والعسكرية، وكعضو دائم في مجلس الأمن كان لفرنسا نفوذ كبير في تشكيل رد دبلوماسي دولي على أزمة الخليج، في إطار القرارات التي اتخذها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة»، مبينة أنه في 29 نوفمبر 1990 أصدر مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، القرار رقم 678، الذي أجاز استخدام القوة العسكرية للانسحاب من الكويت إذا لم ينسحب العراق بحلول 15 يناير 1991، وبصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن صوتت فرنسا لمصلحة هذا القرار.
وذكرت أن فرنسا أدت دوراً رئيسياً في الانضمام إلى التحالف العسكري، وأطلق على العملية العسكرية الفرنسية في حرب الخليج اسم «عملية داغيت»، وشارك فيها 14700 جندي فرنسي، وبعد الحملة العسكرية الناجحة للتحالف في الخليج، أصدر مجلس الأمن القرار 687 في أبريل 1991، وأدت فرنسا دوراً حاسماً في التفاوض واعتماد هذا القرار، الذي وضع شروط وقف النار ووضع شروطا لامتثال العراق لعمليات التفتيش على الأسلحة ونزع السلاح.
وعن مدى تعافي الكويت من آثار الغزو، اقتصادياً وبيئياً، أكدت السفيرة الفرنسية أنه على الرغم من أن فرنسا سعت إلى تجنب تصعيد الصراع بسبب مخاوفها بشأن الخسائر البيئية فإن تداعيات حرب الخليج كانت كبيرة وطويلة الأمد، ومع ذلك أظهرت الكويت مرونة وتصميماً في إعادة بناء بنيتها التحتية وتنشيط اقتصادها.
وأشارت إلى أن الاستعادة السريعة لمنشآت إنتاج وتصدير النفط أدت دوراً محورياً في انتعاش الاقتصاد الكويتي، كما أن احتياطيات النفط الغنية في البلاد، جنباً إلى جنب مع السياسات الاقتصادية الحكيمة والاستثمارات الاستراتيجية، مكّنت الكويت من استعادة مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي.
وقالت لوفليشر: «من الضروري التعبير عن التضامن العميق مع الشعب الكويتي والاعتراف بالألم والمعاناة والخسارة التي عانى منها خلال الغزو. وكوننا حلفاء وخضنا القتال جنباً إلى جنب في حرب، فقد خلق هذا الأمر روابط قوية ودائمة تتجاوز روابط الصداقة العادية بين البلدان. هذه العلاقات الفريدة لا تزال محسوسة إلى حد كبير في فرنسا، وخصوصاً داخل الجيش الفرنسي، ومنذ وصولي إلى الكويت تأثرت شخصياً بتجربة مدى عمق هذه العلاقات، وبخاصة من خلال المحادثات الشخصية مع العديد من الأشخاص الذين كانت لديهم ذكريات حية عن الغزو والتحرير».
وتابعت: «لذلك، أود أن أؤكد أن صداقة فرنسا والكويت تجاوزت الغزو، فعندما نالت الكويت استقلالها الكامل في عام 1961، كانت فرنسا من أوائل الدول التي اعترفت بها وأقامت علاقات دبلوماسية معها، ومنذ ذلك الحين كانت هناك سلسلة طويلة من الزيارات الثنائية رفيعة المستوى، لذا فإن التحالف العسكري في حرب التحرير لم يأتِ من فراغ بالطبع».
الكويتيون باتوا جزءاً من «Divonne-les-Bains»
استذكرت السفيرة الفرنسية الدور الذي لعبته مدينة Divonne-les-Bains (ديفون ليه بان) تجاه الكويتيين الذين كانوا موجودين هناك خلال فترة الغزو، قائلة: «حتى الآن، يتذكر الكويتيون الذين انتقلوا إلى هناك لمتابعة حياتهم والدراسة خلال تلك الفترة كيف رحبت هذه المدينة بهم ودعمتهم وقدمت لهم كل التسهيلات».
وأضافت: «هذا الأمر يعتبر مثالاً للتضامن والدعم الإنساني المقدم للكويتيين في أوقات حاجتهم»، متابعة: «لا شك في أن هذا النهج خفف من المصاعب التي واجهها الكويتيون، ووفر لهم الشعور بالراحة والأمان في الأوقات الصعبة، وحتى اليوم يختار الكويتيون قضاء إجازاتهم في هذه المدينة الجميلة، حيث أصبحوا جزءاً مهماً من مجتمع ديفون ليه بان».