تجديد الخطاب الديني ضرورة
للأسف استطاع بعض رجال الدين أن يحولوا الدين الإسلامي العظيم من قيم إنسانية واجتماعية وثقافية عظيمة إلى مجموعة عبادات يمارسها المسلمون دون التفكر بما هو أبعد من ذلك، فأردت في عجالة أن أذكر نفسي وإياكم ببعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن المفاهيم العامة ولا تختزل الإسلام بالعبادات على أهميتها وهي كالتالي:
سرقت امرأة من بني مخزوم، واعترفت بسرقتها فأراد الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن يقيم عليها حد السرقة، فقام رهط من قومها بالذهاب إلى أسامة بن زيد للشفاعة لها عند الرسول، صلى الله عليه وسلم، فامتثل أسامة لهم، فرد الرسول، عليه الصلاة والسلام، على أسامة بالقول: «أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟ وايم الله! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
هذا الحديث يثبت للعالم بشكل عام وللمسلمين بشكل خاص أن محاربة الفساد ليست شعاراً يرفع لتجميل صورة دين سماوي أو بلد أو حزب، بل قاعدة ثابتة تصلح لكل زمان ومكان، بدليل أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، تعهد بإقامة الحد على السيدة فاطمة، وكلنا يعلم منزلتها عند الرسول.
الحديث الآخر الذي أردت أن أذكره يتحدث عن إتقان العمل بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» وهو حديث حول قيمة العمل بالإسلام، ورسالة نبوية شريفة لنا كمسلمين حول أهمية إتقان العمل والإبداع فيه.
الحديث الأخير الذي أردت أن أذكر نفسي وإياكم فيه، هو قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «ما بَالُ العَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتي يقولُ: هذا لكَ وهذا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ في بَيْتِ أبِيهِ وأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ أيُهْدَى له أمْ لا» والمقصود هو رجل من الأزد يسمى ابن الأتبية أرسله الرسول، صلى الله عليه وسلم، للقيام بالعمل على الصدقة، فعندما عاد ليسلم الصدقات أراد أن يحتفظ لنفسه برداء جميل.
كل هذه الأحاديث تثبت أن الدين الإسلامي أكبر من أن يختزل بعبادات فردية لأنه أكبر من ذلك، وهي الرسالة التي فشلت مناهجنا الدراسية وأغلب الدعاة في إيصالها لنا، مما يدفعنا للتساؤل حول من الأكثر التزاما بالقيم الإسلامية، هل هي دولنا الإسلامية على كثرها، أم دولة وثنية كاليابان؟
سؤال... مجرد سؤال!
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.