وسط مخاوف من قدوم الأسوأ، تسببت ظاهرة والتغيرات المناخية المصاحبة لها في انعكاسات كارثية شملت كثيراً من الدول.
وعلى وقع موجات حرارة قياسية وموجات الجفاف والأمطار والفيضانات والأعاصير المدمرة، اجتاحت الحرائق في البرتغال وإسبانيا واليونان والجزائر وإيران وغيرها، آلاف الهكتارات من الغابات ودمرتها.
وذكرت السلطات البرتغالية، التي توقعت ارتفاع درجات الحرارة إلى 41، أن حرائق الغابات الأكثر شدة دمرت 6200 هكتار، وأصابت عدداً من مواطنيها، وتسببت في إخلاء العديد من القرى، وفرضت على أخرى حظر التجوال، مشيرة إلى أن الطقس الحار والرياح القوية صعّبا مهمة أكثر من 1100 رجل إطفاء و14 طائرة في إخماد النار.
إلى ذلك، تمكنت أجهزة الإطفاء الكتالونية والفرنسية من السيطرة على حريق اندلع عند السواحل المتوسطية لإسبانيا، بعدما أدت سرعة الرياح إلى تأجيج النيران وتعقيد تدخّل الطائرات.
وفي الجزائر، لم يستبعد الرئيس عبدالمجيد تبون، وقوف «يد إجرامية» وراء حرائق الغابات، مشيراً إلى أن هناك من تكهّن بحصول حرائق منذ 2021، وتوصله إلى صور تُظهِر محاولة لافتعال حريق بولاية تيزي وزو.
وفي حين أرجعت إيران انفجار لغم أرضي قرب سجن إيفين إلى حريق غابات اندلع نتيجة القيظ الشديد، توقعت اليونان زيادة الجفاف في السنوات المقبلة مع ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الأمطار.
وعزا رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس عشرات الحرائق، التي تندلع بشكل يومي وينشرها الطقس الجاف سريعاً، إلى العمد والإهمال.
ورغم الجفاف، يتدفق السياح من كل أنحاء العالم إلى حقول الخزامى في فرنسا، لالتقاط صور وسط هذه النبتة الجبلية التي تعاني تحت وطأة احترار المناخ.
وعلى النقيض، نشرت سلوفينيا والنمسا وهولندا فرق الطوارئ أمس، وسط تحذيرات من حدوث انهيارات أرضية وحوادث أخرى، ناجمة عن سقوط أمطار غزيرة وفيضانات، منذ الجمعة الماضي.
واستجاب عمال الإنقاذ السلوفينيون في 186 موقعاً بضخ المياه وإجلاء الأشخاص من مبانٍ مهددة بالخطر، وأزالوا الأشجار الساقطة، وأوصلوا إمدادات غذائية وطبية هناك، في حين أجلت هولندا 85 من مناطق غمرتها الفيضانات، وتم العثور على 5 فُقِدوا أمس الأول، غير أن أباً وابنه لقيا حتفهما في ظروف غامضة.
وفي الصين، حدّثت الموارد المائية أمس مستوى الاستجابة للفيضان في منطقة منغوليا ومقاطعتي جيلين وهيلونغجيانغ، ورفعت الطوارئ إلى المستوى الثالث من أربعة.
وبينما قُتل 6 وفُقِد 4 جراء أمطار غزيرة انهمرت على إقليم جيلين، خصصت السلطات الصينية نحو 50 مليون دولار لمساعدة المناطق المتضررة من الفيضان في بكين وتيانجين وخبي، وأيضاً مقاطعات الشمال الشرقي.
وفي أعقاب إعصار «خانون»، اجتاحت أمطار غزيرة مناطق جبلية في تايوان، مما تسبب في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية، وأغلقت الطرق وأدت إلى تقطع السبل بالمئات.
وفي كوريا الجنوبية، دعت هيئة الأرصاد أمس، إلى اتخاذ الاحتياطات مع تغيير إعصار خانون مساره ليتجه نحو المياه قرب ثاني أكبر مدينة.
وأسفر «خانون»، الذي سُمي على اسم فاكهة استوائية، عن أضرار واضطرابات خلال اجتياحه المنطقة، مما تسبب في انقطاع الكهرباء في جزيرة أوكيناوا اليابانية وإغلاق أسواق المال والمدارس في تايوان.