على وقع توترات بالمنطقة شملت تعزيز الجيش الأميركي قوته البحرية الضاربة، بآلاف الجنود وعشرات البوارج والمقاتلات المتطورة، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن موضوع حقل الدرة الذي تسميه إيران «آرش» مسألة قانونية وفنية، «وأعلنّا استعدادنا للحديث مع الجانب الكويتي في إطار المحادثات».

وقال كنعاني، في مؤتمر صحافي أمس، إن إيران معنية بمتابعة هذه القضية «في إطار تخصصي فني بعيداً عن التصريحات الإعلامية»، في وقت اكتفى الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، في تصريح له، أمس بتأكيد أن «الأمور المتعلقة بالحقل ستمضي كما هو مخطط لها مع الكويت».

Ad

وتزامناً مع إعلان الأسطول الأميركي الخامس وصول أكثر من 3000 بحار وجندي وبارجتين مع عشرات الطائرات إلى الشرق الأوسط، اعتبر كنعاني أن توفير أمن الممرات المائية في منطقة الخليج وبحر عمان «من بين أولويات إيران، وقضية يجب تنفيذها في إطار التعاون المشترك بين الدول المطلة على الخليج»، مؤكداً أن «هذه الدول لديها القدرة على توفير الأمن المشترك دون تدخل أجنبي».

وأضاف: «أكدنا مراراً أن تدخل دول من خارج المنطقة هو شعار كاذب يهدف إلى تأمين المصالح الجشعة لأميركا، التي لم يوفر وجودها الأمن أبداً ومصالحها تتطلب منها تأجيج انعدام الأمن».

من جهته، وفي أول خطاب علني منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، اتهم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس الأول الولايات المتحدة بـ «تشجيع التهريب في منطقة الخليج، واستهداف ناقلات النفط، في انتهاك كبير لكل الأعراف».

في المقابل، وضمن خطة وضعتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مسبقاً لتأمين السفن في المنطقة، كشفت القيادة المركزية الأميركية أمس عن وصول أكثر من 3000 بحار وعنصر من مشاة البحرية من مجموعة باتان البرمائية (ARG) والوحدة 26 الاستكشافية البحرية إلى الشرق الأوسط أمس الأول.

وقالت القيادة، في بيان: «دخلت السفينة الهجومية البرمائية USS Bataan (LHD 50) وسفينة الإنزال USS Carter Hall (LSD 50) البحر الأحمر بعد عبورهما البحر المتوسط وقناة السويس»، مشيرة إلى أن مثل «هذه السفن تجلب معها إلى المنطقة أصولاً جوية وبحرية إضافية، إلى جانب المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأميركيين، مما يوفر قدراً أكبر من المرونة والقدرات البحرية للأسطول الخامس».

وأوضحت أنه «يمكن للسفينة الهجومية البرمائية أن تحمل أكثر من 20 طائرة ذات أجنحة دوارة وثابتة، بما في ذلك طائرات إم في 22 أوسبري وطائرات هارير الهجومية من طراز AV-8B بالإضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية».

وذكرت أن «منطقة عمليات الأسطول الخامس تمتد إلى ما يقرب من 2.5 مليون ميل مربع من المساحة المائية، وتشمل الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي وثلاث نقاط حرجة في مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب».

وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس تيم هوكينز إن عملية الانتشار تؤكد «التزامنا القوي والثابت بالأمن البحري الإقليمي، وتضيف هذه الوحدات مرونة وقدرات تشغيلية كبيرة، حيث نعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء الدوليين لردع النشاط المزعزع للاستقرار وتخفيف التوترات الإقليمية الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرة السفن التجارية»، لافتاً إلى استخدام تكنولوجيا المسيرات في حماية الممرات المائية الدولية.

وأكد مدير عمليات التحالف الدولي لأمن وحماية حرية الملاحة البحرية لي ستيوارت أن الازدهار الاقتصادي مرتبط بأمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة.