هل سيأتي اليوم الذي تتقدم فيه دولنا الخليجية بمبادرة مشابهة للمبادرة الصينية المحفزة للاقتصاد والطاقة والطرق التجارية؟ وهل ستنجح الأفكار الاستراتيجية للمبادرات وتوفر منصة عادلة للشركات المحلية والعالمية؟ أم ستتحطم على صخور البيروقراطية؟
أقول ذلك بعدما توالت الأنباء خلال الأسابيع الماضية حول أحداث عديدة في القارة الإفريقية بشكل عام والنيجر بشكل خاص متصدرة عناوين النشرات الإخبارية، فلماذا إفريقيا؟ وما أهميتها حالياً؟
يعتقد البعض أن إفريقيا أصبحت جاذبة لصراع النفوذ مؤخراً بين قوى إقليمية مجاورة للقارة والبعض الآخر من مؤيدي تدويل الصراعات، وإسنادها لقوى عالمية، يرى مثلث «الولايات المتحدة والتنين الصيني وروسيا» قد أشعل منافسة ثلاثية الأبعاد لبسط النفوذ في القارة السمراء.
وقد تنظر روسيا إلى ذكرياتها القديمة في القارة الإفريقية رغم ضباب الأزمة الأوكرانية المانع للرؤية المستقبلية، وفي الوقت ذاته قد تستمر الصين في محاولاتها في تفعيل الدبلوماسية التجارية الناعمة للقارة الإفريقية، ومن يدري لعل أدبيات مبادرة «الحزام والطريق» الصينية تجد لها فروعاً في قارات العالم النامي، فخطوط النقل التي تتنافس الدول بشركاتها العالمية لبنائها بحرية كانت أم برية تتطلب تصميماً ناجعاً لشراكة تنموية فاعلة، فهل ستنجح أم ستصطدم بآليات التنفيذ الخاصة بشبكة الشركات التجارية العالمية؟
لقارة إفريقيا الآن أهمية متصاعدة، ولنا عبر الصندوق الكويتي للتنمية مشاريع عديدة، بل للصناديق الخليجية أيضاً، لذا علينا تحفيز الباحثين في مجال الطاقة والتجارة والسياسة الدولية للعمل على دراسة الأوضاع الحالية ورسم ملامح مستقبلية، لعلنا نجد طريقاً خليجياً بعيداً عن الصراعات مشابهاً للحزام والطريق الصيني.
وللحديث بقية.