تراجعت أسعار النفط أمس، بعدما سجلت في الجلسة السابقة أعلى مستوياتها في عدة أشهر، إذ عزز ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة والبيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين المخاوف بشأن الطلب العالمي على الوقود.

وهبط خام برنت تسعة سنتات أو 0.1 في المئة إلى 87.46 دولارا للبرميل، بعدما سجل عند التسوية في الجلسة السابقة أعلى مستوى منذ 27 يناير.

Ad

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط ستة سنتات أو 0.1 في المئة إلى 84.34 دولارا، بعد أن سجل عند التسوية أمس أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، امس الأول، ارتفاع مخزونات الخام 5.9 ملايين برميل في الأسبوع الماضي إلى 445.6 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع لـ «رويترز» بزيادة 0.6 مليون برميل.

وأثرت بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين على معنويات السوق. وتضمنت هذه البيانات تراجع أسعار المستهلكين في وقت واصلت فيه أسعار تسليم المصانع انخفاضها في يوليو.

ورغم ذلك ظلت أسعار النفط مدعومة بمخاوف نقص الإمدادات، فضلا عن احتمالات تأثير التوترات بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود على شحن النفط الروسي.

وتراجعت حاجة العالم إلى ناقلات النفط بضغط من خفض كبار المنتجين للإمدادات، ما تسبب بدوره في انخفاض حاد للغاية في تكلفة شحن الخام.

وانخفضت أسعار الشحن باستخدام سفن «أفراماكس» متوسطة الحجم والناقلات العملاقة في الأشهر الأخيرة بشكل حاد، بالتزامن مع فرض السعودية وروسيا قيودًا على الإمدادات.

وقال ريتشارد ماثيوز رئيس الأبحاث لدى وسيط السفن «إي إيه جيبسون» في تصريحات لوكالة «بلومبرغ»: «تخفيضات الإنتاج تحد من الطلب في قطاع ناقلات النفط الخام، واضطرابات الإمدادات في العراق ونيجيريا كانت أحد العوامل أيضًا».

يتضح التأثير بشكل خاص على ناقلات «أفراماكس»، والتي يمكن أن تحتوي عادة على 700 ألف برميل من النفط الخام، حيث تراجعت أسعار الشحن على متنها من مستويات قياسية في العام الماضي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، بلغت التكلفة اليومية لسفن «أفراماكس» التي تعبر البحر الأبيض المتوسط 5905 دولارات، وهذا أدنى مستوى منذ يونيو 2022.

ويقارن ذلك بأكثر من 30 ألف دولار قبل شهر، وفقًا لبيانات من بورصة البلطيق للشحن البحري، وبالمقارنة مع السعر المرتفع في 25 نوفمبر الذي بلغ 157.7 ألف دولار.

وتراجع معدل تكلفة استخدام ناقلات «سويز ماكس» - التي يمكنها نقل مليون برميل من الخام - من البحر الأسود إلى البحر المتوسط إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2022.

وشهدت أسعار الناقلات العملاقة «في إل سي سي»، انخفاضًا أقل وضوحًا، حيث كان هناك تحول نحو استخدام الناقلات العملاقة والسفن الكبيرة الأخرى لنقل النفط من الخليج الأميركي وغرب إفريقيا وأميركا اللاتينية.

من جانب آخر، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية في تعاملات أمس بعدما ارتفعت أمس 28 في المئة، في أكبر وتيرة يومية منذ مارس 2022.

وتراجعت العقود الآجلة الهولندية للغاز الطبيعي بنسبة 5.41 في المئة إلى 37.67 يورو لكل ميغاواط-ساعة، ، وفقًا لبيانات «بلومبرغ».

وذلك مع ترقب المتداولين لاحتمالية حدوث إضرابات عمالية في أستراليا قد تعطل حوالي 10 في المئة من الصادرات العالمية للغاز الطبيعي المسال، وفي حال استمر ذلك فقد يدفع المشترين الآسيويين إلى البحث عن إمدادات بديلة من خارج المنطقة.

ويراقب السوق عن كثب المحادثات الجارية بين النقابات العمالية و«شيفرون» و«وودسايد إنرجي جروب»، وقد تبدأ الإضرابات في الأسبوع المقبل.