قال الشاعر:

وإنـمـا أولادُنـا بيننـــا أكـبادُنـا تمشـي على الأرضِ

Ad

لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم لامتنـعتْ عيـني من الغَمْـضِ

أولادنا مهجة الفؤاد، جيل الحاضر والمستقبل، بهم تُبنى وترتقي الأمم، وهم عماد المستقبل الذي نطمح أن يكملوا به المسيرة.

والحقيقة أنني فرحت بالبادرة الجميلة الممتعة المثمرة وهي دعوة أولادنا وبناتنا للعمل في أوقات الفراغ وعند إجازاتهم الصيفية، ولم أكن الوحيدة الفرحة بأحفادي وهم يذهبون للعمل سواء في الجمعيات التعاونية أو أي مؤسسة للعمل تسمح بذلك تحت إشراف جهات معينة، يعودون فرحين وهم يسردون لي ما حصل معهم طوال اليوم من أحداث ومواقف، ولا أدري فكرة من لكنها فكرة ناجحة وجميلة ومثمرة.

ولا تتوقفوا عن هذه النشاطات، وهناك فوائد كثيرة لملء الفراغ بالعمل، منها الاعتماد على النفس والابتعاد قليلاً عن الأجهزة النقالة التي عودتهم على الجلوس والخمول، ولهذا بالطبع آثار سلبية على الصحة، إلى جانب الاختلاط بالمجتمع فتتبلور شخصياتهم إلى جانب حصولهم على مردود مادي يسعدهم نتيجة العمل، ولم تكن الكويت سباقة فيها، فهناك بلدان أخرى أصبحت تسير على هذا المنهاج.

لقد قال رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والتسليم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، ومغبون أي يُحسد عليهما الإنسان، فهناك الكثير ممن ليس لديه فراغ وهناك من يفتقد الصحة، نعم الفراغ نعمة يجب أن يُستغل فيما ينفع وكذلك الصحة، فاغتنمهما فيما ينفعك، وإذا كان جهازنا النقال يعلمنا بعض الأشياء، فالحياة مدرسة نتعلم ونستقي منها الكثير سواء من تجاربنا أو من تجارب من يحيط بنا.

اللهم احفظ أولادنا وكل شباب العالم من كل مكروه يا رب، وأشغلهم بذكرك وبما ينفعهم، وأبعد عنهم كل مفسدة.