مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن حرائق هاواي كارثة طبيعية، فتح القضاء تحقيقاً في إدارة الحريق المروع الذي أودى بـ80 شخصاً على الأقل في جزيرة ماوي، وأثار تساؤلات بعدما فوجئ بعض سكان الأرخبيل بأن صفارات الإنذار لم تُطلق لتحذيرهم.

وقالت مقاطعة ماوي، في تعداد جديد، إن «عدد القتلى 80»، موضحة أنه تم إجلاء نحو 1418 شخصاً إلى ملاجئ. وفي لاهاينا، العاصمة السابقة لمملكة هاواي، والتي أتت النيران عليها تقريباً، بدأ الناجون بالعودة وإلقاء اللوم بعد رؤية مدينتهم التي استحالت رماداً.

Ad

وشهدت ماوي انقطاعات عديدة للتيار الكهربائي خلال الأزمة، وتوقف رقم الطوارئ عن الخدمة في أجزاء من الجزيرة، كما أدى اندلاع عدة حرائق متزامنة إلى تقسيم جهود رجال الإطفاء، ففي لاهاينا فوجئ السكان لدرجة أن العشرات منهم ألقوا بأنفسهم في البحر بعدما حاصرتهم النيران، وفقاً لخفر السواحل.

سيارات محترقة ومبانٍ مدمرة في حريق هاواي (أ ف ب)

في هذا السياق المثير للجدل، أعلنت المحامية العامة في جزر هاواي الأميركية آن لوبيز أمس الأول، فتح تحقيق في إدارة الحرائق المدمرة. وقالت لوبيز، في بيان، إن «فريقي يتعهد تفحص القرارات التي اتخذت قبل وأثناء الحرائق ومشاركة نتائج هذا التدقيق مع العامة».

وأكد متحدث باسم الوكالة المسؤولة عن إدارة الأزمات في هاواي أن صفارات الإنذار، التي كان من المفترض أن تُطلق في حالة نشوب حريق، لم يتم تفعيلها، لكنه أشار إلى أنه تم إرسال تنبيهات إلى هواتف السكان المحمولة وبُثت عبر الإذاعة والتلفزيون.

وأودى الحريق بثمانين شخصاً، حسبما أفادت السلطات المحلية أمس، متجاوزاً حصيلة التسونامي الذي ضرب جزيرة هاواي في 1960 مع 61 قتيلاً، ما يجعل منه الكارثة الأكثر فتكاً في تاريخ الولاية.

وأكد حاكم هاواي جوش غرين، لشبكة «سي إن إن»، أنه «بلا شك سيكون هناك مزيد من القتلى»، ويتعين على السلطات الفدرالية نشر الكلاب لمساعدة رجال الإنقاذ في البحث عن جثث محتملة تحت الأنقاض.

وفي كندا، التي ما زالت في حالة تأهب قصوى منذ 90 يوماً، تسببت حرائق الغابات التاريخية هذا العام في انبعاث ما يعادل أكثر من مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو مستوى غير مسبوق.

ووفق تقديرات السلطات الكندية، فإن هذا يساوي تقريباً الانبعاثات السنوية لليابان (ما يعادل 1.12 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون عام 2021)، خامس أكبر ملوث في العالم، ويتجاوز الانبعاثات السنوية لقطاع الطيران العالمي في عام 2022 (حوالي 0.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون).

وقال مايكل نورتن، المدير العام لهيئة إدارة الغابات الكندية أمس الأول الجمعة، «تحوّل هذا الصيف إلى ماراتون حقيقي»، في وقت يتحضّر غرب البلاد لموجة حرّ جديدة، مضيفاً: «تشير تقديراتنا الأولية إلى أن انبعاثات الموسم الحالي تجاوزت مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون».