غيَّرت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع مسار حياة العديد من السودانيين، من أجل تأمين قوتهم اليومي، وتبدو الحاجة بالنسبة إلى كثيرين أم الاختراع.

في مدينة واد مدني بولاية الجزيرة، التي تُعد بين أكبر مراكز استقبال الفارّين من العاصمة، إذ تبعد عنها جنوباً نحو 200 كلم، يقول أستاذ الهندسة الجامعي علي سيف إن «المعاناة تخلق منك مبدعاً. لقد لاحظت عدم توافر الصابون في السوق واحتياج الجميع له، فقررت صنعه».

Ad

وداخل كشك صغير في سوق مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، تجلس السودانية ميشيل إيليا، التي كانت تعمل معلمة في مدرسة بأم درمان، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، تصنع رقائق الخبز وتبيعها.

وتقول إيليا من وراء نظاراتها الطبية: «بعدما كنت أطمح إلى أن أكون أستاذة كبيرة، تنتهي بي الحال هنا. لأول مرة أعمل في السوق».

وعلى مسافة من كشك إيليا الصغير، تقف إشراقة موسى، التي غادرت منزلها في العاصمة أيضاً من جراء الحرب، وراء عربة صغيرة اشترتها لتبيع عليها المشروبات الساخنة لتدبير دخل يومها.