هل تتلقى إيران ضربة في سبتمبر رغم الصفقة مع واشنطن؟
• طهران تجمد رفع تخصيب اليورانيوم مقابل الإفراج عن أموال مجمدة بإشراف الولايات المتحدة
• الإيرانيون رصدوا تحضيرات أميركية وإسرائيلية لقصف برنامجهم النووي والمسيّرات والصواريخ
• الحرس الثوري دعا وكلاءه في 4 دول عربية للتأهب للهجوم بذكرى احتجاجات مهسا أميني
• روسيا سمحت للمرة الأولى منذ 2011 بشحنات أسلحة إيرانية إلى سورية ولبنان دون إبلاغ تل أبيب
يبدو أن الصفقة الجزئية التي توصلت إليها إيران والولايات المتحدة حول تبادل السجناء وتجميد رفع تخصيب اليورانيوم من الممكن أن تنقذ إيران من حرب مدمرة كانت تتوقعها في سبتمبر المقبل.
وكانت إيران، قبل نحو 10 أيام من التوصل إلى هذه الصفقة، حصلت، وفقاً لمصادر «الجريدة»، على معلومات استخبارية بأن هناك استعدادات أميركية وإسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية إلى منشآتها النووية، وهو ما دفعها على ما يبدو إلى تقديم تنازلات وقبول الصفقة، وإبداء إشارات حسن نية كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تطلبها منها منذ أشهر.
ولم يتضح إذا كانت الصفقة ألغت تماماً خطط توجيه ضربة إسرائيلية واسعة النطاق لإيران بالموافقة والتنسيق مع الجيش الأميركي، الذي نقل بالفعل تعزيزات عسكرية شملت آلاف الجنود ومئات البوارج والطائرات الفائقة التطور إلى منطقة الخليج العربي.
وحسب مصدر في «فيلق القدس» فإن الحرس الثوري الإيراني دعا قبل نحو 10 أيام الميليشيات الموالية له في كل من العراق وسورية ولبنان وفلسطين، إلى التأهب لاحتمال كبير للتعرض لهجوم إسرائيلي - أميركي في سبتمبر خلال ذكرى وفاة مهسا أميني، التي أثارت اضطرابات غير مسبوقة العام الماضي.
وأفاد المصدر بأن الأجهزة رصدت تحضيرات واستعدادات للجيش الإسرائيلي للقيام بشيء ما ضد إيران أو أحد حلفائها في المنطقة، مبيناً أنها طلبت دعم واشنطن، وبالفعل بدأت قواتها تحضيرات غير عادية.
وأضاف أن إيران تتوقع تعرضها لضربة تدمر البنى التحتية لبرنامجها النووي والصاروخي والمسيرات، وعليه بدأت إرسال كميات كبيرة من الأسلحة النوعية، خصوصاً الصواريخ والطائرات والقوارب المسيرة إلى سورية، وطلبت منها فتح الجبهة من كل مكان على إسرائيل وقصف أكبر عدد من الأهداف بمجرد قيام تل أبيب بمهاجمة إيران دون الحاجة إلى الرجوع إلى أي تعليمات من طهران.
وذكر أن قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قآني سافر شخصياً إلى سورية ولبنان والعراق الأسبوع الماضي لتحضير الحلفاء للمعركة المرتقبة، حيث أبلغهم أن يهاجموا كل الأهداف الأميركية الواقعة في مرمى نيرانهم بمجرد تعرض إيران للضربة وبدء الحرب بينها وبين الولايات المتحدة.
وأشار المصدر إلى أن قوات الحرس الثوري والجيش الإيراني أيضاً يعدان أنفسهما لاستهداف القواعد والسفن والبارجات الأميركية، معتبراً أن تلك التحضيرات الجارية غير مسبوقة على مستوى درجة الاستنفار، ما يعني أن هناك تخوفاً جدياً من أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعمل متهور لحرف الأنظار عن الوضع الداخلي.
وزعم المصدر أن إيران أبلغت جميع الدول التي تستضيف قواعد أميركية بأن طهران ستعتبر هذه القواعد أهدافاً مشروعة في حال استخدمها الأميركيون أو الإسرائيليون في الهجوم عليها، وبعثت برسائل إلى هذه الدول بضرورة عدم استخدام أجوائها أو مياهها في تحرك معادٍ، كاشفاً بحسب المعلومات الاستخباراتية الإيرانية لديه أن تل أبيب تحضر لهذه الضربة المرتقبة تزامناً مع ذكرى وفاة مهسا أميني في سبتمبر المقبل، حيث هناك محاولات لإشعال الجبهة الداخلية الإيرانية.
وأكد أن روسيا قامت للمرة الأولى منذ 2011 بفتح المجال أمام الإيرانيين لإرسال التعزيزات إلى سورية ولبنان دون تسريب أي معلومات إلى الإسرائيليين لقصف الشحنات.
وبالعودة إلى صفقة السجناء، أكد مصدر ايراني أنه تبين للأميركيين أن المفاوضات التي عملوا عليها منذ عام ونصف العام سوف تتوقف بشكل كامل إذا لم يتم تنفيذ أولى خطواتها.
وأضاف أنه بعد إبلاغ إيران الجانب الأميركي، عبر الوسيط العماني، بأنها لن تدخل مفاوضات على كل شيء وإذا لم يقم بتنفيذ التعهدات فإن المفاوضات تعتبر منتهية، في وقت اتصل الكوريون بالإيرانيين مقترحين تحويل 6 مليارات دولار من الأموال إلى الدوحة، مع بيع إيران بضائع كورية تحتاج إليها بباقي المبالغ المجمدة في كوريا، وتم إعلام الإيرانيين أن العرض الكوري جاء بموافقة أميركية.
وذكر أنه تم الاتفاق في النهاية على أن تقوم كوريا بتحويل هذه الأموال إلى الدوحة على دفعتين، الأولى بـ 6 مليارات دولار، والثانية بـ 3 مليارات، كما أعلم الأميركيون الإيرانيين بأنهم سيسمحون لعمان بالإفراج عن الأرصدة الإيرانية التي حولها العراق إلى حساب المصرف المركزي الإيراني في عمان.
لكن رغم ذلك أصرت واشنطن على أن الأرصدة المفرج عنها ستبقى تحت إشرافها، كما رحبت الإدارة الأميركية بأي إجراءات إيرانية لتجميد رفع تخصيب اليورانيوم بعد تقارير أميركية عن تخفيض طهران مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة.
وقال حاكم مصرف إيران المركزي محمد فرزين إنه سيتم إيداع الأموال التي أفرج عنها من كوريا الشمالية في ستة حسابات إيرانية في قطر لاستخدامها في شراء السلع غير الخاضعة للعقوبات باليورو.
ورغم التقارير التي أفادت بأن طهران تعهدت، بموجب الصفقة، بعدم شن أي هجمات هي وحلفاؤها على القوات الأميركية، وقع أمس الأول انفجار في قاعدة أميركية في الشدادي بالحسكة شمال شرق سورية، قد يكون للمسلحين الموالين لإيران دور فيه.