طهران: التفاوض لتسوية «الدرة» مع الكويت بعيداً عن الإعلام
• عبداللهيان: قواتنا تحمل السلام إلى دول الجوار وتعزيز الوجود الأميركي يضر المنطقة
• «لا علاقة بين تبادل السجناء مع الولايات المتحدة وفك الأرصدة... ولن نقبل بصفقة نووية مؤقتة»
• وزير الخارجية الإيراني يلتقي نظيره السعودي نهاية الأسبوع لتحديد موعد زيارة رئيسي للمملكة
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، ضرورة تسوية قضية حقل «الدرة» الغازي، (الكويتي ــ السعودي، الذي تزعم طهران أحقيتها في المشاركة بموارده)، عبر التوصل إلى تفاهم عن طريق المفاوضات القانونية والفنية مع الجانب الكويتي.
وقال عبداللهيان، في مؤتمر بطهران: «بحثت مع وزير الخارجية الكويتي سالم الصباح قضية حقل آرش (الدرة) مرتين، واتفقنا على أنها قضية قانونية يجب تسويتها مع دول الجوار عبر الحوار».
وأضاف أنه «من المهم بالتأكيد تحديد مسار المفاوضات الفنية في ترسيم الحدود عند حقل آرش، ولدينا مباحثات مستمرة مع الكويت. يجب أن نتابع القضية من خلال الدبلوماسية، ومن المهم بالنسبة لنا عدم التفريط أو المساومة بسيادتنا»، مؤكداً: «لدينا تفاهم مع الجانب الكويتي بأن ملف الحقل يعتبر موضوعاً تقنياً ولا يُناقَش في الإعلام».
من جانب آخر، كشف عبداللهيان أنه سيزور الرياض في الأيام المقبلة، عارضاً مساعدة السعودية في مكافحة الإرهاب.
وبشأن التأخير في تبادل السفيرين بين طهران والرياض بعد 5 أشهر من اتفاق المصالحة، الذي رعته الصين بينهما، ووسط حديث عن مراوحة الخلافات بشأن عدة ملفات مهمة في مقدمتها اليمن مكانها، أوضح عبداللهيان، أن زيارته المرتقبة ستتم بمرافقة السفير الإيراني لدى الرياض الذي سيبدأ عمله هناك، لافتاً إلى أن السفيرين الإيراني والسعودي سيستقران في سفارتيهما خلال الأيام القليلة المقبلة.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصدر مطلع، أن عبداللهيان سيزور الرياض نهاية الأسبوع، ويعقد اجتماعاً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
ووفقاً للصحيفة السعودية، شبه الرسمية، فإن الزيارة ستستمر يوماً واحداً، وتأتي بعد دعوة سعودية رسمية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة المملكة.
وفي وقت سابق، ألمح المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية ناصر كنعاني، إلى أن زيارة رئيسي للرياض ستُحدَّد عقب زيارة عبداللهيان إليها.
وكان الوزير السعودي بن فرحان، سلَّم للرئيس الإيراني دعوة من الملك سلمان لزيارة المملكة، وذلك خلال استقبال رئيسي له، في طهران، في 17 يونيو الماضي، في أول زيارة له للعاصمة الإيرانية منذ اتفاق عودة العلاقات.
إلى ذلك، اعتبر عبداللهيان، أن اتفاق تبادل 5 سجناء بين بلده والولايات المتحدة الذي كُشف عنه أخيراً وتضمن فك أموال إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية والعراق «قضية إنسانية بالكامل»، مشدداً على أنه «لا يوجد أي علاقة بين تبادل الأسرى والإفراج عن الأموال».
وأكد عبداللهيان أن الاتفاق، الذي يتوقع أن يتم في قطر، يشير إلى تمسك طهران بعدم الابتعاد عن مسار الحوار والمسار الدبلوماسي ومواصلة جهودها لإفشال أثر العقوبات المفروضة عليها.
وأوضح أن بلاده لا تقبل بأي اتفاق نووي مؤقت أو اتفاق أقل مما تم الاتفاق عليه سابقاً، مشيراً إلى أنه يتم تبادل الرسائل مع واشنطن على نحو غير مباشر منذ أشهر.
وفي وقت علمت «الجريدة»، من مصادر إيرانية مطلعة، أن طهران تتحسب لاحتمال تلقيها ضربة أميركية إسرائيلية مباغتة تستهدف منشآتها النووية في سبتمبر المقبل، رغم التفاهم المتبلور مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، انتقد عبداللهيان الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة.
وفي تعليق غير مباشر على تعزيز واشنطن وجودها في الخليج بحاملتي طائرات و3000 جندي، رأى الوزير أن الوجود العسكري الأجنبي يلحق الضرر بالمنطقة، ولا يحمل رسائل قوة، مؤكداً أن إيران ستدافع عن أمنها القومي وأمن المنطقة بقوة «وقواتنا المسلحة تحمل رسائل سلام للجوار».