البرهان: السودان يواجه أكبر مؤامرة في تاريخه الحديث
• «الدعم السريع» تصعّد بدارفور والأهالي يفرّون... والإمارات تنفي انحيازها أو تسليحها لأيّ طرف
في حين لا يزال السودان يئن تحت وطأة ظروف معيشية وإنسانية بالغة الصعوبة، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، أن بلاده تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث، متهماً قوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو الملقب بـ «حميدتي» بأنها «أثبتت تعطشها للسلطة ومدت يد الغدر والخيانة».
وفي كلمة بمناسبة عيد الجيش الـ 69 نشرتها القوات المسلحة السودانية على صفحتها بموقع «فيسبوك» امس، قال البرهان إن «بلادنا تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث، تستهدف كيان وهوية وتراث ومصير شعبنا الذي ظل منذ صبيحة 15 أبريل الماضي يواجه أبشع فصول الإرهاب وجرائم الحرب على أيدي مليشيا المتمرد الخائن حميدتي وأعوانه، الذين قادوا أكبر ظاهرة قامت على التضليل والكذب والخداع وتزييف الحقائق وشراء ذمم الناس في تاريخ هذا البلد تحت لافتة وراية زيف مؤسسة تسمى بالدعم السريع».
دول الجوار
ووجه البرهان الشكر إلى دول الجوار وأصدقاء السودان الذين يسعون لإعادة الأمن والاستقرار.
وأضاف أن محاولات المتآمرين «المستميتة استمرت منذ فجر التغيير في 2019 مستغلين ثورة الشعب، ثورة ديسمبر، في التمكين وتمرير مشروع قائد المليشيا الخاص الذي يقوم على نشر الفوضى واختلاق الأزمات الأمنية والاقتصادية واستثمار التجاذبات السياسية، للرجوع بالبلاد إلى عهود ما قبل الدولة الحديثة وليقيم على أنقاض وأشلاء البلاد وشعبها وقواتها المسلحة مملكته الخاصة، تحت زيف شعارات استعادة الديموقراطية والحكم المدني، هذه الشعارات التي عايش زيفها شعبنا بأكمله على مدى الشهور الماضية نهباً للممتلكات وقتلا وتنكيلا بالأنفس بلا تمييز واغتصاباً للحرائر، وارتكابا لكل جريمة يمكن أن يتصورها عقل أو تخطر على بال».
وأكد أن «القوات المسلحة ستظل كعهدها على مدى تاريخها الذي يقترب من المئة عام، قوات محترفة تقف مع خيارات شعبنا العظيم وحقه المشروع في دولة القانون والديموقراطية والمؤسسات».
وتعهد البرهان بـ «دولة الحرية والسلام والعدالة بعد توافق يتم فيه تفادي كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل الماضي، لنصل إلى صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدى شعبنا تصل بالبلاد إلى محطة الانتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة واستحقاق».
وأوضح أن «القوات المسلحة ماضية في أداء واجبها الوطني في حماية الأرض والعرض ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير، جيشاً واحدا موحدا خاليا من أي تشوهات تهدد الأمن الوطني السوداني مستقبلاً».
وتعهد بالاحتفال «قريبا جدا بالنصر المؤزر على هذا التمرد الغاشم وعلى أن نحافظ علي هذا البلد وشعبه، وأن نجنبه مستقبلاً مغامرات كل متهور ومغامر».
حرب دارفور
يأتي ذلك، في وقت فر مئات السودانيين من مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور وثاني أكبر مدن السودان بعد الخرطوم، بعدما تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع.
وأفاد شهود بأن «قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو هاجمت نيالا بعشرات العربات العسكرية في حين فر مئات السكان على وقع نيران المدفعية التي كانت تتزايد كثافتها بمرور الوقت».
ويعتبر دارفور، وهو اقليم سبق أن شهد حربا أهلية في العقد الأول من القرن الحالي، معقل قوات الدعم السريع.
وتركزت المعارك لفترة طويلة في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث قد تكون وقعت «جرائم ضد الانسانية»، وفق الأمم المتحدة.
وتحدثت مصادر عديدة عن مجازر بحق المدنيين واغتيالات ذات طابع اثني يعتقد أن قوات الدعم السريع والميليشيا العربية المتحالفة معها تقفان وراءها.
حياد الإمارات
في غضون ذلك، رفضت الإمارات بشكل قاطع وحاسم أمس الأول ادعاءات إحدى الجهات الإعلامية حول قيامها بتزويد أطراف الصراع بالأسلحة والذخائر.
وشددت وزارة الخارجية على عدم انحياز الإمارات إلى أي طرف في النزاع الحالي، وسعيها إلى إنهاء الصراع والدعوة إلى احترام سيادة السودان.
وقالت مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي عفراء الهاملي: «إن دولة الإمارات لم تقم بتزويد أي من الأطراف المتحاربة بالأسلحة والذخيرة منذ اندلاع النزاع في أبريل الماضي».
وأشارت الهاملي إلى «أنه منذ بداية الصراع دعت الإمارات من خلال اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف بالتعاون مع شركائها من المجتمع الدولي إلى وقف التصعيد وإطلاق النار وبدء الحوار الدبلوماسي».
وذكرت أن «الإمارات دائما ما دعمت مسار العملية السياسية في السودان والجهود المبذولة لتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة، كما ستواصل دعم جميع الجهود الهادفة إلى إرساء الأمن هناك وتعزيز استقرارها وازدهارها إلى أن يتم تحقيق وقف إطلاق النار».
وأكدت مواصلة بلادها دعم السودان والاستجابة للأوضاع الإنسانية التي يعانيها الشعب السوداني وانعكاساتها على دول الجوار، لافتة إلى تدشين الامارات مؤخرا جسرا جويا وبحريا ساهم في توفير نحو 2000 طن من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية للمرضى والأطفال وكبار السن والنساء.